ورد الفاتحة الشريفة للشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وأرضاه



التصوف بكل لغات العالم : 
ورد الفاتحة الشريفة للشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وأرضاه
واعلم أيها السالك أنَّ هذا الورد الشريف يعتبر من أعظم الأوراد في طريق الشيخ عبد القادر الجيلاني t وهو قراءة الفاتحة الشريفة مائة مرة مقسمة على الصلوات الخمسة، وهو من أوراد حجة الإسلام الإمام الغزاليt.

قال عنه الشيخ ماء العينين الشنقيطي في حديثه عن أسرار الفاتحة: وَمِنْ أَسْرَارِهَا وَخَوَاصِّها التي تَبْسُطُ الرِّزْقَ وَيُنالُ بِها نَجَاحُ كُلُّ مَقْصَدٍ وِرْدُهَا الْمَعرُوفُ بِوِرِدِ السَّعَادَةِ، وَهُوَ الوِرْدُ الْمَكْتُومُ الذي لاَ يُلازِمُهُ إلاَّ مَنْ كُتِبَ لَهُ حَظ مِنْ مُشَاهَدَةِ الْقَوْمِ وَصِفَتُهُ: ثَلاثُونَ مِنَ الفَاتِحَةِ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ، وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَعِشْرُونَ بَعْدَ العَصْرِ، وَخَمْسَةَ عَشَرَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَعَشَرَةٌ بَعْدَ العِشَاء. ثم بعد تمام المائة يقرأ دعاء الفاتحة للشيخ عبد القادر t (3 مرات)، واعلم أَنَّ من واظب عليه فإنه يرى العجب من فوائده، وقَد نَظَمَ فَوَائِدَ هَذَا الوِرْدِ الإمام الغَزَاليُّ بِقَولِه:
إذا مَا كُنتَ مُلْتَمِساً لِرِزْقٍ

وَنَجْحَ القَصْدِ مِنْ عَبدٍ وَحُرِّ

وَتَظْفَرُ بالذي تَهوَى سَرِيعاً

وَتَأْمَنُ مِنْ مُخالَفَةٍ وَغَدْرِ

فَفَاتِحَةُ الكِتَابِ فَإِنَّ فِيها

لِمَا أَمَّلْتَ سِرَّاً أيَّ سِرِّ

فَلازِمْ دَرْسَها فِي كُلِّ وَقْتٍ

بِصُبْحٍ ثُمَّ ظُهْرٍ ثُمَّ عَصْرِ

كَذَلِكَ بَعدَ مَغْرِبِ كُلِّ لَيلٍ

إلى تِسْعِينَ تُتْبِعُهَا بِعَشْرِ

تَنَلْ مَا شِئْتَ مِنْ عِزٍّ وَجاهٍ

وَعِظَمِ مَهَابَةٍ وَعُلُوِّ قَدْرِ

وَ سَتْرٍ لاَ تُغَيِّرُهُ اللَّيالِي

بِحَادِثَةٍ مِنَ النُّقصانِ تَجْرِي

وَتَوْفِيقٍ وَأفْرَاحٍ تُوالِي

وأَمْنٍ مِنْ نِكايَةِ كُلِّ شَرِّ

ومِنْ عُسْرٍ وَفَقْرٍ وَانْقِطاعٍ

ومِنْ بَطْشٍ لِذِي نَهيٍ وَأَمْرٍ

فَإِنَّكَ إنْ فَعَلْتَ أَتَاكَ آتٍ

بِما يُغْنِيكَ عَنْ زَيْدٍ وَعَمْرِو

دعاء الفاتحة الشريفة للشيخ عبد القادر الجيلانيt([1])
بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ: مُنوِّرُ أبْصَارِ العَارفِينَ بِنُورَ المعْرفَةِ واليَقِينِ، وجَاذِبِ أَزِمَّةِ أسْرَارِ المـُحقِّقينَ بِجذبات القُرْبِ والتَّمْكِينِ، فَاتِحُ أقْفَالِ قُلُوبِ المـُوَحِّدينَ بِفَاتِحةِ التَّوْحيدِ والفَتْحِ المـُبينِ، الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ. الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ: العزيزِ الحَكِيمِ العليِّ العَظِيمِ الأوَّلِ القَدِيمِ، خَاطَبَ مُوسى الكَليمَ بِخِطابَ التَّكْريمَ، وشَرَّفَ نَبيَّهُ الكَريمَ بالنَّصِ الشَّريف: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ. مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ: قَاهِرُ الجَبَابِرةِ و المـُتمرِّدينَ، وَمُبِيدُ الطُّغَاةِ الجَاحِدِينَ، ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، فَيَا مَنْ لاَ شَريِكَ لَهُ وَلَا مُعِيْنٌ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ مُعْتَرِفِينَ بالْعَجْزِ عَنِ القِيامِ بِحقِّك فِي كُلِّ وَقْتٍ وحِينٍ. يَا بَاعِثَ الرِّيحِ العَقِيمِ، يَا مُحْيِيَ العِظَامِ وهِيَ رَمِيْمٌ، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِراطَ أهْلِ الإِخْلاَصِ والتَّسْليِمِ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، صِرَاطَ الَّذِينَ تَسَلَّوا بالْهُدى وَفَرِحُوا بِمَا لَدَيْهِمْ، غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ هَبْنَا اللَّهُمَّ مِنْكَ مَوَاجِبَ الصِّدِّيِقِينَ، وَأَشْهِدْنَا مَشَاهِدَ الشُّهَدَاءِ، وَلاَ تَجْعَلْنَا ضَالِّينَ ولا مُضِلِّينَ، وَلاَ تَحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الظَّالِمِينَ، وَلَا الضَّالِّينَ آمينَ. اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ الفَاتِحَةِ افْتَحْ لَنَا فَتْحاً قَرِيْبَاً، اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ الشَّافيةِ اشْفِنَا مِنْ كُلِّ آفةٍ وَعَاهَةٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ، اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ الْكَافِيةِ اكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وأجِرِ تَعَلُّقَاتيِ وَتَعَلُّقَاتِ عِبَادِكَ المـُؤْمِنِيْنَ عَلى أَجَلِّ عَوَائِدِكَ، واشْفِعْ لَنَا بِنَفْسِكَ عِنْدَ نَفْسِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ، إذْ لاَ أَرْحَمَ بِنَا وَبِهمْ مِنْكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ، وصَلَّى الله عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْماً كَثِيْراً إلى يَوْمِ الدِّينِ، والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين.

سِرُّ آيَةِ الكُرْسِيِّ الشريفة
وهذا السر المبارك والدعاء الشريف أخذناه عن مشايخنا بأسانيدهم عن الشيخ ماء العينين الشنقيطي عن والده الشيخ محمد فاضل بن مامين قدست أسرارهم جميعاً، وهو دعاء عظيم وورد مبارك يغني قارئه ويكفيه.
قال الشيخ في كتابه مذهب المخوف اعْلَمْ : أنَّ هَذَا السِّرَّ الْعَظِيْمَ، مَنْ قَرَأَهُ وَدَعَا اللهَ اسْتُجِيبَ لَهُ، وَمَنْ قرَأَهُ فِي مَجْلِسٍ لَمْ يَقْرَبْهُ جَانٌّ وَلاَ شَيْطَانٌ، وَمَنْ تَلاَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مَسَاءً وَصَباحَاً فِي بَلَدٍ ؛كَثُرَ خَيْرُهُ، وَنَزَلَتْ فِيْهِ الْبَرَكَةُ، وَذَهَبَ عَنْهُ الوَخَمُ، وَارْتَحَلَتْ عَنْهُ الشَّيَاطِينُ، وَمَنْ تَلاهُ فِي لَيْلَةِ الأَرْبِعَاءِ الأَخِيرَةِ مِنَ الشَّهْرِ وَدَعَا عَلَى ظَالِمٍ أُخِذَ عَنْ قَريبٍ، وَكذلك مَنْ عَلَّقَهُ عَلَى شَخْصٍ كَانَ مَحْفُوظَاً مِنْ كُلِّ المـَكَارِهِ، وَمَنْ تَلاهُ قَبْلَ أن تَحِلَّ بِهِ، نَزَلَتْ فِيْهِ الْبَرَكَة. وَكذَلِكَ قَبْلَ القِسْمَةِ عَلَى الْعِيَالِ، وَفِيْهِ مِنَ الْخَوَاصِّ، مَا لاَ تَحْصُرُهُ النُّقُول، والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الذي تَنْحَلُّ بِهِ العُقَدُ، وتُنَالُ بِهِ الرَّغَائِبُ، وَتَنْقَضِي بِهِ الْحَوَائِجُ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ حَقَّ قَدْرِهِ، وَمِقْدَارِهِ الْعَظِيْمِ. تَمَّ بِحَمْدِ اللهِ رَبِّ العَالَمِين.
وأما من أراد العمل بهذا السر المبارك فعليه أن يداوم على ورد آية الكرسي الشريفة حتى ينتفع بهذا السر كمال الانتفاع، وإلا فتلاوته بدونها لا تعطيك الثمرة الكاملة، وبالنسبة لورد آية الكرسي فهو على مراتب وهي كما يلي:
1) الورد الكبير الكامل: وهو ثلاثُمائَةٍ وَثلاثَةَ عَشَرَ مرة، وهو عدد الرسل، وعدد أهل بدر، وعدد أصحاب طالوت، وهذا العدد الكامل للآية، ثم يتلوا الدعاء المبارك سبع مراتٍ، ومن داوم على هذا الورد لم يسأل الله تعالى حاجة إلا قضيت بإذن الله تعالى، وأنزل الله عليه البركة وكفي من شر كل ذي شرٍ وكانت له حماية ووقاية وحفظاً من الجن والإنس بإذن الله، وهذا الورد المبارك يعمل مرة باليوم إن شاء أول النهار وإن شاء أول الليل وإن تلاه مرتين مع إخلاص النية لله نال التصريف بهذه الآية الشريفة والسر المبارك إن شاء الله تعالى.
2) الورد الثاني: وهو مائَةً وَسَبْعَونَ مرة، وهو عدد حروفها، ثم يتلوا السر المبارك سبع مراتٍ، وهذا الورد عظيم القدر وجليل الشأن لمن حافظ عليه أول النهار أو أول الليل، وكان في أمان الله تعالى من شر الشيطان والسلطان يومه كله بإذن الله تعالى، ومن تلاه مرتين في اليوم صباحاً ومساءً حفظ ظاهراً وباطناً من شر الإنس والجن والشياطين إن شاء الله تعالى.
3) الورد الثالث: وهو مائَةً وَسَبْعَونَ مرة، وهو عدد حروفها، ثم يتلوا السر المبارك ثلاث مراتٍ، وهذا الورد أقل نفعاً وأدنى ثمرة من الورد السابق، لكنه عظيم الشأن ويحفظ الإنسان من شر الشياطين والجن والأرواح الخبيثة والسحر والعين، فمن تلاه أول النهار لم يسلط عليه شيطان ولا جان ولا ينال منه ساحر طيلة يومه، ومن تلاه أول الليل حفظ حتى يصبح، ومن لازمه صباح مساء، لم ينله سوء من العالم السفلي بكل أنواعه وأشكاله بإذن الله تعالى.
4) الورد الرابع: وهو خمسون مرة وهو عدد كلماتها، ثم يقرأ السر المبارك ثلاث مرات، ويعمل هذا الورد المبارك مرة صباحا ومرة مساءً، ويمكن أن يختصر السر المبارك لمرة واحدة، وهذا الورد المبارك من عمل به وحافظ عليه، نال البركة في كل أعماله واحواله بإذن الله تعالى وحفظ من شر وساوس الشيطان واعوانه بإذن الله تعالى.
5) الورد الخامس: وهو قراءة الآية الشريفة سبع مرات بعد كل صلاة، وقراءة السر المبارك مرة واحدة بعدها، وهذا ورد ترتيبه مبارك وعظيم القدر يحفظ الانسان طوال يومه شر كل شيطان وانس وجان بإذن الله تعالى.
6) الورد السادس: وهو قراءة آية الكرسي الشريفة عشرون مرة، وهو ما عينه مشايخ الطريق على السالك وجعلوه من التوهيبات اليومية في الطريق، وقراءة السر المبارك مرة واحدة في اليوم، وهذا من شانه الانتفاع ببركة هذه الآية الشريفة والسر المبارك إن شاء الله تعالى.
7) الورد السابع: قراءة السر المبارك بدون الآية الشريفة مرة واحدة في اليوم، وإن شاء الله ثلاث مرات، أو سبع مرات، وهو ورد يتحصل فيه السالك على بعض فوائد السر المبارك من البركة والحفظ والفتح والحماية والحراسة.
8) ورد الخلوة الشريفة: وهو قراءة آية الكرسي وهو ثلاثُمائَةٍ وَثلاثَةَ عَشَرَ مرة وبعدها السر المبارك سبعين مرة، بعد كل صلاة من الصلوات الخمسة، وقد بينا تفصيل خلوتها في كتاب الثمار الحلوة في خصائص وأسرار الخلوة، من أراد التعرف عليها فليرجع للكتاب المذكور.