سلسلة خروج المهدى المنتظر اسرار واحاديث تنشر لاول مرة 5



التصوف بكل لغات العالم : 
وقال الشيخ محيي الدين في الفتوحات: اعلموا أنه لا بد من خروج المهدي عليه السلام، لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً، وهو من عترة رسول اللّه ، من ولد فاطمة رضي اللّه تعالى عنها، جده الحسين بن علي ابن أبي طالب، ووالده الإمام الحسن العسكري ابن الإمام علي النقي (بالنون)، ابن الإمام محمد التقي (بالتاء)، ابن الإمام علي الرضا، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن جعفر الصادق، ابن الإمام محمد الباقر، ابن الإمام زين العابدين علي، ابن الحسين، ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنهم. يواطئ اسمه اسم رسول الله ، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام، يشبه رسول الله في الخلق (بفتح الخاء). وينزل عنه في الخَلق (بضم الخاء) إذ لا يكون أحد مثل رسول الله في أخلاقه، أسعد الناس به أهل الكوفة، يقسم المال بالسوية، ويعدل به في الرعية، يمشي الخضربين يديه.
يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً يقفو أثر رسول الله لا يخطئ، له مَلَكٌ يسدده من حيث لا يراه، يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفاً من المسلمين، يشهد الملحمة العظمى، مأدبة الله بمرج عكا، يعز الله به الإسلام بعد ذله، ويحييه بعد موته، يوضع الجزية، ويعدو إلى الله تعالى بالسيف، فمن أبى قتل، ومن نازعه خذل، يحكم بالدين الخاص عن الرأي، ويخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء، فينقبضون منه لذلك، لظنهم أن الله تعالى لا يحدث بعد أئمتهم مجتهداً، وأطال في ذكر وقائعه معهم ثم قال: واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به جميع المسلمين خاصتهم وعامتهم، وله رجال إلهيون، يقيمون دعوته وينصرونه، هم الوزراء له، يتحملون أثقال المملكة عنه، ويعينونه على ما قلده الله، وينزل الله عليه عيسى ابن مريم عليه السلام، بالمنارة البيضاء شرقي دمشق، متكئاً على ملكين، ملكاً عن يمينه، وملك عن يساره، والناس في صلاة العصر، فيتنحى له الإمام عن مقامه، فيتقدم فيصلي بالناس، يؤم الناس بسنة سيدنا محمد ، يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقبض الله إليه المهدي طاهراً مطهراً، وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق، ويخسف بجيشه في البيداء، فمن كان مجبورا من ذلك الجيش مكرهاً يحشر على نيته. وقال في محل آخر من فتوحاته قد استوزر الله تعالى للمهدي طائفة خبأهم الله تعالى له في مكنون غيبه، أطلعهم كشفا وشهوداً على الحقائق، وما هو أمر الله في عباده، فلا يفعل المهدي شيئاً إلا بمشاورتهم، وهم على أقدام رجال من الصحابة، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهم من الأعاجم، ليس فيهم عربي، لكن لا يتكلمون إلا بالعربية، لهم حافظ من غير جنسهم ما عصى الله قط، هو أخص الوزراء. ثم قال وهؤلاء الوزراء لا يزيدون عن تسعة، ولا ينقصون عن خمسة، لأن رسول الله شك في مدة اقامته خليفة، من خمس إلى تسعة، للشك الذي وقع في وزرائه. فلكل وزير معه إقامة سنة. فإن كانوا عاش خمساً.
وإن كانوا سبعة عاش سبعاً وإن كانوا تسعة عاش تسعاً. ولكل سنة أحوال مخصوصة. وعلم يختص به وزيرها، ويقتلون كلهم إلا واحداً، في مرج عكا في المأدبة الإلهية التي جعلها الله مائدة للسباع والطيور والهوام. وذلك الواحد الذي يبقى لا أدري هل هو ممن استثنى الله في قوله تعالى: {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله}. أو هو يموت في تلك النفخة، وإنما شككت في مدة إقامة المهدي إماماً في الدنيا، لأني ما طلبت من الله تحقيق ذلك أدباً معه تعالى أن أسأله في شيء من ذات نفسي، ولما سلكت معه هذا الأدب، قيض الله تعالى واحداً من أهل الله عز وجل، فدخل علي وذكر لي عدد هؤلاء الوزراء، ابتداء وقال لي هم تسعة، فقلت له إن كانوا تسعة فإن بقاءالمهدي لا بد أن يكون تسع سنين. وأطال في بيان ذلك. وقال في محل آخر من فتوحاته: أنه يحكم بما ألقى إليه الملك الإلهام من الشريعة. وذلك أنه يلهم الشرع المحمدي فيحكم به. كما أشار إليه حديث المهدي، يقفو أثري لا يخطئ، فعرفنا أنه متبع لا مبتدع، وأنه معصوم في حكمه، فعلم أنه يحرم عليه القياس مع وجود النصوص التي منحه الله إياها على لسان ملك الإلهام، بل حرم بعض المحققين القياس على جميع أهل الله. لكون رسول اللّه مشهوداً لهم، فإذا شكوا في صحة حديث أو حكم رجعوا إليه في ذلك، فأخبرهم بالأمر الحق يقظة ومشافهة.
وصاحب هذا المشهد لا يحتاج إلى تقليد أحد من الأئمة غير رسول الله .