آداب المواكلة : المشتكى ـ المستأذن ـ المغتنم ـ المتخلل



التصوف بكل لغات العالم : 

المتشكي
والمتشكي: هو رب المنزل إذا اشتكى السنة وغلاء الأسعار، واعتذر إلى ضيفه بشدة ضيقه؛ وأقبح ذلك ما يكون في حال الأكل أو قبله. حكى أبو العيناء، قال: استضف بعض العرب، وكانت سنة مجدبة، فاعتذرت إليه، وذكرت غلاء الأسعار، وأكثرت من ذلك، فرفع يده، وقال: ليس من المروءة أن يذكر غلاء الأسعار للأضياف عند حضور الطعام، فاعتذرت إليه، وناشدته الله أن يأكل، فلم يفعل، ورحل من الغد.
المستأذن
والمستأذن: هو الذي يستأذن ضيفه في إحضار الطعام كما قال أبو العلاء:
لا تَسأَلِ الضَيفَ إِن أَطعَمتَهُ ظُهُراً ... بِاللَيلِ هَل لَكَ في بَعضِ القِرى أَرَبُ
فَإِنَّ ذَلِكَ مِن قَولٍ يُلَقَّنُهُ ... لا أَشتَهي الزادَ وَهُوَ الساغِبُ الحَرِبُ
قَدِّم لَهُ ما تَأَتّى لا تُؤامِرُهُ ... فيهِ وَلَو أَنَّهُ الطُرثوثُ وَالصَربُ
المُغتنم
والمغتنم: هو الذي إذا عرض عليه الرئيس غسل يده بحضرته تجملاً، اغتنم ذلك، وبارده؛ ولو أبى ذلك، وغلب الأدب لخف على القلب، واستفاد الحظوة، وأمن من التثقيل؛ فإن الإنسان لا يمكنه استقصاء الغسل والتنظيف في الأيدي والفم بحضرة الرئيس، وإن فعل ذلك بحضرته فإساءة أدب منه، فالأولى ستر ذلك.
المتخلل
والمتخلل: هو الذي يتخلل بأظفاره أو شعر لحيته ونحوه؛ والله الموفق.
وهذا آخر ما حضرنا في ذلك من معايب الأكل؛ فالعاقل يجتنب ذلك طاقته.
والحمد لله وحده، وصلى الله على من لا نبي بعده.