سيدى ابراهيم الدسوقي يقول: كيف يدعى أحدكم أنه مريد طريق الله تعالى وهو ينام وقت الغنائم



التصوف بكل لغات العالم : 
وكان يقول: كيف يدعى أحدكم أنه مريد طريق الله تعالى وهو ينام وقت الغنائم، ووقت فتوح الخزائن، ووقت نشر العلوم وإشهار الرقوم، ووقت تجلي الحي القيوم، يا كذابون ما تستحيون من الدعاوي الكاذبة، وهممكم راقدة وعزائمكم خامدة، ما هكذا درج أهل الطريق فالله تعالى يلهم جميع أولادي طريق الفلاح آمين.
وكان يقول: ليس الزهد خروج العبد عن الشيء، إنما الزهد أن يكون داخلاً في إمارته، أو صنعته وقلبه خارج حائل ذاكر فاكر حائر مجاهد مرابط مخمول الذكر متشغلاً بذكر الله عز وجل.
وكان رضي الله عنه يقول: يا أولادي قلبي عليكم بشراب القهوة القرقفية واستعمالها فوعزته وجلاله من صدق منكم وأخلص لا يمس أحدكم أحداً إلا نبعت فيه الحكمة وحصل عنده الشراب والسكر عن هذه الدار، يا أولادي الدنيا كحلقة بين أعين أهل التمكين، قوم يمشون إلى الأقطاب، وقوم تأتي إليهم الأقطاب، لا أحب من أولادي إلا من أراه يترقى في كل ساعة من مقام إلى مقام فهناك تقر عيني وهناك يصير ينتفع به، يا ولدي إن أردت أن يسمع دعاؤك فاحفظ لسانك عن الكلام في الناس، وعن تناول الشبهات، يا ولدي إن شككت في قولي فاعمل بما أقول لك وجرب نفسك شيئاً بعد شيء تعرف صدق قولي فمن ثبت ثبت ومن أطاع أطيع، فإذا أطعت مولاك أطاع لك الماء والنار والهواء والخطوة والإنس والجن.
وكان رضي الله عنه يقول: لا تفيد الخلوة إلا إن كانت بإشارة شيخ، وإلا ففسادها أكثر من صلاحها. وكان يقول: لا يحق أن تأمر غيرك إلا إن كانت الشريعة تزكيك بوقوفك على حدودها. وكان يقول: الجسد ثلاثة أقسام قلب ولسان وأعضاء، فاللسان والأعضاء وكل بهما ملائكة، والقلب تولاه الله تعالى.
وجاءه رجل فقال: أريد أن أسلك طريق الحقيقة. فقال: يا ولدي إلزم أولاً طريق النسك، على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المرضية الزاهرة الباهرة التي نورها جلا الظلم وأنار بطاح مكة والمدينة والشام ومصر والعراق واليمن والمشرق والمغرب والأفق العلوي والسفلي. فإذا عملت بها انقدح لك منها علم الحقائق والأسرار فاسلك يا أخي كما قلت لك على التدريج شيئاً بعد شيء والله يحفظك إن صدقت.