سيدى ابراهيم الدسوقي يقول : يجب على المريد أن لا يتكلم قط إلا بدستور شيخه



التصوف بكل لغات العالم : 
وكان رضي الله عنه يقول: يجب على المريد أن لا يتكلم قط إلا بدستور شيخه إن كان جسمه حاضراً، وإن كان غائباً يستأذنه بالقلب وذلك حتى يترقى إلى الوصول إلى هذا المقام في حق ربه عز وجل فإن الشيخ إذا رأي المريد يراعيه هذه المراعاة رباه بلطيف الشراب وأسقاه من ماء التربية ولاحظه بالسر المعنوي الإلهي، فيا سعادة من أحس الأدب مع مربيه، ويا شقاوة من أساء، وكان رضي الله عنه يقول، من عامل الله تعالى بالسرائر جعله على الأسرة والحضائر، ومن خلص نظره من الاعتكاس سلم من الالتباس، وكان رضي الله عنه يقول: من غاب بقلبه في حضرة ربه لا يكلف في غيبته، فإذا خرج إلى عالم الشهادة قضى ما فاته، وهذا حال المبتدئين، أما حال الكمال فلا يجري عليهم هذا الحكم، بل يردون لأداء فرضهم وسننهم وكان رضي الله عنه يقوك من لم يكن متشرعاً متحققاً نظيفاً عفيفا شريفاً فليس من أولادي ولو كان ابن لصلبي. وكان من كان من المريدين ملازماً للشريعة والحقيقة والطريقة والديانة والصيانة والزهد والورع وقلة الطمع فهو ولدي وإن كان من أقصى البلاد. وقيل له مرة ما تريد فقال أريد ما أراد الله عز وجل. وكان رضي الله عنه يقول: ما كل من وقف يعرف لذةالوقوف، ولا كل من خدم يعرف آداب الخدمة، ولذلك قطع بكثير من الناس مع شدة اجتهادهم. وكان رضي الله عنه يقول:سألتكم بالله يا أولادي أن تكونوا خائفين من الله تعالى فإنكم غنم السكين وكباش الفناء، وخرفان العلف، يا من تنور شواهم قد أوهج، ويا من السكين لهم تحد وتجذب {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً}. وكان رضي الله عنه يقولك لا يكمل الفقير حتى يكون محباً لجميع الناس، مشفقاً عليهم، ساتراً لعوراتهم، فإن ادعى الكمال وهو على خلاف ما ذكرناه فهو كاذب. وكان يقول لا تنكروا على فقير حاله، ولا لباسه، ولا طعامه، ولا على أي حال كان، ولا على أي ثوب يلبس، ولا إنكار على أحد إلا إن ارتكب محظوراً لم تصرح به الشريعة.