سيدى ابراهيم الدسوقي يقول: رأس مال المريد المحبة والتسليم وإلقاء عصا المعاندة والمخالفة والسكون تحت مراد شيخه وأمره



التصوف بكل لغات العالم : 
وكان رضي الله عنه يقول: رأس مال المريد المحبة والتسليم وإلقاء عصا المعاندة والمخالفة والسكون تحت مراد شيخه وأمره. فإذا كان المريد كل يوم في زيادة محبة وتسليم سلم من القطع فإن عوارض الطريق وعقبات الالتفاتات والإرادات هي التي تقطع عن الإمداد، وتحجب عن الوصول.
وكان رضي الله عنه يقول: يا أولادي إذا لم يحسن أحدكم أن يعامل مولاه فلا يقع في أحوال لا يدريها. فإن القوم تارة يتكلمون بلسان التمزيق، وتارة بلسان التحقيق، بحسب الحضرات التي يدخلونها، وأنت يا ولدي لم تذق حالهم ولا تمزقت ولا دخلت حضراتهم فمن أين لك أنهم على الضلال أفتعوم يا ولدي البحر ولست بعوام؟ ثم إذا غرقت فقد مت ميتة جاهلية لأنك ألقيت نفسك للمهلك، والحق قد حرم عليك ذلك، بل الواجب عليك يا ولدي أن تطلب دعاء القوم وتلتمس بركاتهم، هذا إذا لم تجد قدرة على عملهم، فإن وجدت قدرة على ذلك سعدت أبد الآبدين، واعلم يا ولدي أن ألسن القوم إذا دخلوا الحضرات مختلفة وفي إشاراتهم وكلماتهم ما يفهم ومنها ما لا يفهم وكذلك من أحوالهم ما يعبر عنه ومنها ما لا يعبر، وكذلك في أسرارهم ما لا يصل إليه مؤول ولا معبر، ولا مطلع ولا مفسر، لأن أسرارهم موضع سر الله تعالى، وقد عجز القوم عن معرفة أسرار الله تعالى في أنفسهم، فكيف في غيرهم فيجب عليك يا ولدي التسليم لله في أمر القوم، وحسن الظن بهم لا غير، فإني ناصح لك يا ولدي.
وإذا رميت من يحبه الله تعالى بالبهتان والزور وتجرأت على من قربه الله تعالى أبغضك الله تعالى ومقتك فلا تفلح بعد ذلك أبدا ولو كنت على عبادة الثقلين.