نظرية تنقل النور المحمدي عند سيدي أحمد البدوي



التصوف بكل لغات العالم : 

يرى البعض أن السيد البدوي([34]) «هو أول من قال بنظرية تنقل النور المحمدي وعبر عنها في شعره. كما يبدو ذلك جليا في تائيته التي مطلعها -دعني لقد ملك الغرام أعنتي»([35]). ويقول عنها أنها: «نظرية لا تختلف في شيء ذي بال عن النظرية الأساسية لحزب الشيعة وطوائف المتشيعين. وأعنى بها مسألة الإمامة. فالشيعة كلهم مجمعون على أن الإمام الشرعي بعد النبي × هو علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وأن الإمامة تنتقل بعده في بنيه وذريته على خلاف بين فرق التشيع إذ ذهب بعضهم إلى أن الإمامة انتقلت إلى محمد ابن الحنفية وبعضهم قال إنها انتقلت إلى الحسن. ومن بعده حلت في الحسين. وظلت في أبناء هذا الأخير. وهي لا تزال كذلك في اعتقادهم تنتقل من سلف إلى خلف بالعهد والمبايعة حتى يجيء قائم أو القيامة أو يظهر المهدي المنتظر([36]).

ويقول نفس الباحث: «وهذا هو نفس ما وجدناه عند شيوخ الخرق فإنهم يأخذون الخرقة والقطبانية من شيخ عن شيخ ومن قطب عن قطب بالعهد والمبايعة، ولكن الخلاف فقط راجع إلى رأس السلسلة، فالشيعة قد انتسبوا إلى الحسين، وأما المتصوفة فإنهم نسبوا القطبانية في أول وجودها إلى الحسن»([37]).

ويبدو أنه نسي أن الحقيقة المحمدية بدأ التعبير عنها في نهاية القرن الثاني الهجري وقد تجلت بصورة واضحة لدى التستري([38]).

ولهذا فيحسن بنا أن نقف هذه الوقفة لعرض نظرية تنقل النور المحمدي للتستري وإلقاء الضوء عليها ففيها إيضاح تفصيلي للحقيقة المحمدية([39]).

يقول التستري في خلق النبي ×: «لما أراد (الله) أن يخلق محمدًا × أظهر من نوره نورًا، فلما بلغ حجاب العظمة سجد لله سجدة.. فخلق الله من سجدته عمودًا عظيما كالزجاج من النور -أي باطنة وظاهرة فيه عين محمد ×، فوقف بين يدي رب العالمين بالخدمة ألف ألف عام بطبائع الإيمان وهو معاينة الإيمان ومكاشفة اليقين ومشاهدة الرب، فأكرمه الله تعالى بالمشاهدة قبل بدء الخلق بألف ألف عام وما من أحد في الدنيا إلا غلبه إبليس لعنه الله فأسره الأنبياء صلوات الله عليهم والصديقين الذين شاهدت قلوبهم إيمانهم في مقاماتهم، وعرفوا اطلاع الله عليهم في جميع أحوالهم فعلى قدر مشاهدتهم يعرفون الابتلاء، وعلى قدر معرفتهم الابتلاء يطلبون العصمة، وعلى قدر وفاقهم إليه يعرفون العز والنفع، ويزدادون علما وفهما ونظرًا... ما حمل الله على أحد من الأنبياء ما حمل على نبينا محمد × من الخدمة. وما من مقام خدمة خدم الله تعالى بها من ولد آدم عليه السلام إلى بعث

نبينا محمد × إلا وقد خدم الله بها نبينا محمد ×».

وتسجل بعض المراجع أن التستري تلقى فيما تلقى عن الخضر عليه السلام أن النبي محمد × قد خلق من نور الله وبيده صوره، وقد ظل هذا النور في حضرة الله مائة ألف من السنين وفي كل يوم يضفي عليه من ضياء وبها. نظر به المزيد والشرف. وأن من هذا النور خلقت جميع الأشياء، ويؤكد التستري في مقام آخر أن نور النبي × شامل وكلي وأن أنوار جميع الأنبياء مشتق منه، كذلك أنوار الملكوت في الدنيا والآخرة. إن الله سبحانه خلق محمدًا لأجله، وخلق آدم لأجل آدم ذاته، وخلق المؤمنين لعبادته وخلق الأشياء لأجل ابن آدم. هكذا يحدثنا التستري ذاكرًا حديثًا نبويًا لا يخلو من التساؤل حول ما أوحي لداود بهذا الشأن. ويضيف التستري إلى ذلك قوله. فإذا اشتغل (الإنسان) بما خلقته من أجله حجبته عما من خلقته من أجلي. أي حجبته عن حقيقة النبي ×. إن هذه الحقيقة هي التي بدأ الله بها الأشياء وهي التي يختم بها.

ومن أجل ذلك كان الرسول خاتم الأنبياء. فحقيقة النبي هي ألف وباء الخلق والوجود. وأن اسم النبي محمد × مكتوب -كما يذكر التستري- على كل ورقة شجر في الجنة، ولم تغرس شجرة إلا باسمه أو على شرفه.

ويستند كثير من الصوفية في تأييد فكرة أسبقية الوجود المحمدي لوجود الكائنات على بعض الأحاديث التي لم تسلم من الشك والتجريح مثل حديث: «كنت نبيًا ولا آدم ولا طين ولا ماء». وقد أنكر بعض الدارسين مثل هذه الأحاديث لما تؤدي إليه من فكرة قدم الرسول ولا قديم إلا الله سبحانه، أي أنها تؤدي إلى فكرة تعدد القدماء، تلك الفكرة التي وقع فيها بعض الفلاسفة المسلمين أنفسهم، وأخذهم عليهم الغزالي في التهافت. ويشرح الغزالي الحديث السابق على أنه يعني أنه كان مقدرا أن يكون النبي نبيا قبل الخلق، فالذي سبق الخلق هنا إذن هو التقدير والإيجاد، ولكن هذا التأويل لا يسلم من الاعتراض على أساس أن وجهة
النظر الإسلامية تقضي بأن يكون كل شيء قد سبق العلم به والتقدير له، وإذن فلا معنى لاستثناء الرسول وخصه بهذا السبق وذلك التقدير.
وفكرة التستري في أسبقية الوجود المحمدي على الخليقة لا تعني بالضرورة قدمه، لأن التستري قد أشار إلى فترة العبادة بحد وقدر معين، مما يتعارض تماما مع فكرة القدم، ثم إنه بالإضافة إلى ذلك أشعرنا بأنه لما تعلقت الإرادة بالإيجاد أوجد هذا النور، وكل ذلك يوحي بلا شك بوجود مرحلة تسبق هذا الوجود مما يتعارض أيضا مع فكرة القدم، لأنه حينما وجدت صفة القدم انتفت فكرة الماضي والمستقبل.
والنظرة المنصفة -كما يقول الدكتور جعفر- لا تستبعد استيحاء التستري لبعض الآيات القرآنية التي تصف الرسول × بأنه نور وبأنه سراج منير، خاصة وأن التستري نفسه يعلق على الآية القرآنية: ﴿..قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾ [المائدة:15]. بقوله: «أن النور هو محمد ×، والكتاب هو القرآن». وهذا تفسير لا تكلف فيه ولا شطط. كما أنه لا يستبعد أن يكون التستري استوحى الآية القرآنية: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ العَابِدِينَ﴾ [الزُّخرف:81]. سواء كان المعنى فأنا أحق بأن أكون أول العابدين لهذا الولد على فرض وجوده. تنزه الله عن ذلك، أو فالأولى أن أكون هذا الولد لأنني أول العابدين. فالآية على أية حال مهما كانت في مجال الفرض تشير بما لا يدع مجالا للشك إلى رتبة النبي وأولويته سواء كان ذلك على سبيل التكريم الإلهي، أو الاعتراف المحمدي بالمسئولية العظمى بناء على مقامه الجليل.

ويتابع الباحث الفاضل نظرية الحقيقة المحمدية فيقول: «ولا جدال في أن وصف النبي × بأنه نور أو سراج أو شمس إنما هو مستمد من القرآن مباشرة لا سيما إذا لاحظنا أن التستري يعتمد تماما على الآية القرآنية ﴿...قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾ [المائدة:15]. وعلى الآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا =٤٥- وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا =٤٦-﴾ [الأحزاب: 45-46]. فيذكر التستري بالنسبة للآية الأولى أن الله سبحانه تحدث عن شيئين جاءا إلينا: أولهما النور، وثانيهما الكتاب، والكتاب هو القرآن، فلم يبق إلا أن يكون النور هو محمد ×.

وإذا كانت حقيقة النبي في خالص جوهره نورا محضا. فإن هذه الحقيقة مستورة ومنطوية عن هؤلاء الذين غلظت أكنة قلوبهم، وحبست أنفسهم وغلظت طباعهم وأعمتهم ماديتهم عن إدراك هذه النور أو الانتفاع به.

وبعد ذلك كله لا يغفل التستري حقيقة أن الأنبياء قد أخذ عليهم الميثاق بأن يخدموا الغاية الآلهية من الرسالة بتأييد جوهرها المتمثل في رسالة محمد ×: وهو يذكر الآية القرآنية الكريمة: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ [آل عمران:81].

ثم يقول الدكتور جعفر: إننا لا نجاوز الحقيقة إذا قلنا أنه بصرف النظر عن بعض العناصر الغنوصية التي قد تكون تسربت في تراث التستري فإن التستري لم يكن يستوحي في الحقيقة المحمدية إلا الحب الفياض للرسول وبعض النصوص الإسلامية. فهو الذي يقول: من لم ير نفسه في ملك الرسول × ولم ير ولاية الرسول × في جميع الأحوةال لم يذق حلاوة سنته بحال، لأن النبي × هو أولي بالمؤمن والنبي × يقول: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين».

هذه هي فكرة الحقيقة المحمدية في جوهرها منذ أن عبر عنها التستري في نهاية القرن الثاني الهجري.

ومن العجيب أن الخوانساري اتهم التستري بعدم أخذه من الشيعة... أما بعض باحثينا فيرون غير ذلك. بل يصرون أنها فكرة شيعية تماما... فهم يرون أن: «كل ما بين أصحاب نظرية الحقيقة المحمدية، وبين مذهب الفاطميين من فرق لا يخرج عن الشكل والتسمية فالمتصوفون يقولون قطب وقطبانية، والشيعة إمامة وإمام وإن كان ثمة فرق جوهري بينهما فهو راجع إلى أن الشيعة يجعلون الإمامة وقفا على سلالة علي، أما المتصوفة فإنه لا يشترطون في القطبانية أرومة ولا نسبا على الإطلاق وعلى ذلك نستطيع أن نقول أن الدسوقي والبدوي وغيرهما من شيوخ الخرق كانوا من قبل أن يتصوفون متشيعين([40]).

هكذا حكم الباحث ببساطة على شيوخ الخرق بالتشيع لمجرد قولهم بالقطب والقطبانية.

ومع أننا قد نجد في بعض أقوال سيدي أحمد البدوي ما يوحي بالقول بالقطبانية مثل قوله في إحدى وصاياه لتلميذه عبد العال: «يا عبد العال. تأدب مع المشايخ واعلم أن منزلة الشيخ في قومه كمنزلة النبي في أمته([41]) لكن هذا لا يجعلنا نغالي في الأمر مغالاة زائدة فنتهمه بأنه كان يتبطن التشيع. فنحن لا نقول بمثل ما قاله هؤلاء العلماء الأجلاء بأنه كان داعية للشيعة وأنه كان جاسوسا فاطميا وإنما أخفف من غلوائهم. وأقول لهم: أن صاحب الطريقة البدوية قد نتلمس في طريقته آثار أو صلات شيعية لكن هذه الآثار لا تصل به أبدا لأن يكون داعية أو جاسوسا فاطميا.

ولقد دافع فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود في كتابه عن السيد البدوي دفاعا حارا

وحاول أن يفند تهمة الفاطمي التي ألصقها البعض به وقولهم بأنه كان جاسوسا فاطميا في ضوء هذه الحقائق([42]).

أولا: لأن حياة السيد البدوي في نفسها خلصت لله، لقد كان يصوم نهاره وكان إذا جن الليل فإنه في قراءة القرآن، وكان منصرفا بكيانه كله إلى الهداية إلى الله، وإنسان هذه حالته لا يتأتى له أن يكون جاسوسا فاطميا.

ثانيا: ما كان يعجز الدولة الأيوبية أن تلقي بالسيد في غيابة جب، أو في أعماق سجن، بل وما كان يعجزها إعدامه، أو إخراجه من البلاد لو شمت فيه ولو من بعد، رائحة الجاسوسية للفاطميين.

ثالثا: لم يلاحظ شخص ما من المحيطين بالسيد أنه ذكر الفاطميين أو دعا إليهم، أو تحدث عن أيامهم أو ذكرهم على أي وضع من الأوضاع.

وأنا أود أن أكرر ما قلته: لقد عاش سيدي أحمد البدوي في مصر قرابة أربعين عاما كاملة.. وأعتقد -كما قلت- أنه لا يستطيع إنسان مهما أوتي من قدر على التستر والغموض أن يظل أربعين عاما دون أن يفصح عن حقيقة نواياه.

ومن ناحية أخرى أستطيع أن أقول بلا مواربة أن سيدي أحمد البدوي صاحب الجذور العلوية العريقة نسبا ودما –أنه لو حدث أن قامت على أنقاض الدولة الأيوبية -التي أنهت وجود الفاطميين في مصر- دولة فاطمية وليست دولة المماليك لكان البدوي أول من يؤازر هذه الدولة..

ذلك أن السيد البدوي كان يؤكد على نسبه العلوي الشريف ولهذا فإن أهم ما أحضره معه حين قدم إلى مصر سلسلة نسبه الشريفة.. وهذا لا يعني –بالطبع- أنه كان للبدوي أهداف سياسية. فالحق أن كل الدلائل تشير إلى أنه كان رجلا صامتا معظم حياته، صائما نهاره قائما ليله.. ورجل كهذا ينبغي أن يكون في سلام مع نفسه ومع من حوله ولا يستطيع أن يحقق ذلك إلا إذا بعد عن السياسة والحكم.

أما عن صلة الظاهر بيبرس بالبدوي فقد فندنا من قبل قصة استقبال بيبرس للبدوي حين قدم إلى مصر على أساس أن الملك الظاهر لم يكن قد تولى حكم مصر بعد على نحو ما بينا. لكن الظاهر بيبرس على أية حال كان معاصرا للبدوي فقد تولى حكم مصر سنة 658هــــ وقد عاش البدوي في مصر في الفترة ما بين سنة635هــــ وسنة 675هــــ.

والظاهر أن بيبرس كان ممن يعتقدون في الأولياء والكرامات فكان ممن يحرصون على زيارة الأحياء منهم وكذا قبور الأموات منهم.

ومن المحتمل أن يكون الظاهر بيبرس استقبل الشريف حسن شقيق البدوي حين قدم مصر لزيارة شقيقه البدوي كرد من الظاهر على الحفاوة التي استقبل بها من الشريف حسن حين ذهب للحج.. يقول الشريف حسن: «.. سافرت إلى مصر وكان قد خرج معنا أربعون سيدا من أشراف مكة والمدينة مشتاقين إلى رؤية أخي أحمد فلما وصلنا إلى مصر نزلنا بقلعة الجبل بالقرب من المدينة فلما علم الملك الظاهر بقدومنا أرسل الأمراء لملاقاتنا فلما وصلوا وسلموا علينا ثم جلسوا.. إذا بالملك الظاهر قد أقبل ومعه الحجاب والنواب فقام له جميع الأمراء وكل من كان حاضرا. فنزل وعانقني وضمني إلى صدره ثم قال: بسم الله سيروا معي إلى قصري»([43]).

الحق أن السيد البدوي لم يكن له في مصر أهداف سياسية. وإنما كان رجلا

«وهب نفسه لله، ملتزما أمرين لم يتخل عنهما طيلة حياته أحدهما مجاهدة نفسه بالعبادة والزهد والتقوى. والثاني هداية الناس على أساس من الكتاب والسنة»([44]).

هذه هي الصورة التي ينبغي أن نضع فيها السيد البدوي بلا تعصب أو تحزب، وإلا بماذا نفسر اتباع كل هؤلاء الآلاف من المسلمين لطريقته – لقد انضم لهذه الطريقة عدد من أكبر عقلاء الأمة والنابهين لأنهم يعلمون أن في اتباع الطريقة تربية وإصلاحا للنفس والروح.. يكفي ذلك العهد الملزم بين الشيخ ومريده على الاستقامة وإصلاح النفس وإعلاء الروح وذلك بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله ×.

يقول البدوي نفسه عن طريقته: «هذه طريقتنا مبنية على الكتاب والسنة والصدق والصفاء، وحسن الوفاء، وحمل الأذى، وحفظ العهد»([45]). ووصفه فولزر «Vollers» بأنه أكبر أولياء مصر ومحل تقديس أهلها منذ قرون»([46]).

لقد كانت غايته.. هي غاية الطريق الصوفي وهي: «غاية خلقية تتمثل في إنكار الذات والصدق في القول والعمل والصبر والخشوع ومحبة الغير والتوكل وغير ذلك من الفضائل التي دعا الإسلام إليها»([47]).

إن غاية الطريق الصوفي هو: الله تعالى: ﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ المُنْتَهَى﴾[النَّجم:42]. ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ =١٦٢- لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ =١٦٣-﴾[الأنعام: 162-163].

لقد كان تصوف البدوي هو التصوف الإسلامي المعتدل الذي يهتم بالجانب الخلقي العملي