البرهان المؤيد : وأصل الحسبة الشرعية شيئان أحدهما : اللطف والرفق والبداءة بالوعظ




التصوف بكل لغات العالم : 
اللطف في الحسبة 
وأصل الحسبة الشرعية شيئان أحدهما : اللطف والرفق والبداءة بالوعظ على سبيل اللين لا على سبيل العنف والترفع فإن ذلك يؤكد داعية النفس ويحمل العاصي على المناكرة والإيذاء 
وإذا كان الواعظ فظا سيئ الخلق لا سبيل له لحمقه على 
دفع المناكرة يغضب لنفسه ويترك الإنكار لله عز و جل ويشتغل بشفاء غليله من الموعوظ فيصير بذلك عاصيا 
جاء في الخبر لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا رفيق فيما يأمر به رفيق فيما ينهى عنه حكيم فيما يأمر به حكيم فيما ينهى عنه 
وبلغنا أن أحد الوعاظ وعظ المأمون العباسي رحمه الله وأغلظ عليه وعنفه 
فقال يا رجل ارفق فقد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني فأمره بالرفق فيه بقوله تعالى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى 
أي سادة أقول لكم من الله علي فتخلقت بما أمرتكم به وحثثتكم عليه ولكن من البر أن لا تطلبوا هذا الشرط من واعظ وناصح ولا تظفروا الشيطان بكم بهذه الخصلة فتقولوا لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به كله ولا ننهى عن المنكر حتى نجتنبه كله إن هذا يؤدي إلى حسم باب الحسبة فمن ذا الذي يعصم من المعاصي 
مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله 
كذا أمرنا نبينا 
وأقول لكم مفتاح السعادة الأبدية الاقتداء برسول الله في جميع مصادره وموارده وهيئته وأكله وشربه وقعوده وقيامه ونومه وكلامه حتى يصح لكم الاتباع المطلق 
بلغنا عن بعض الأئمة أنه ما أكل البطيخ لأنه لم ينقل له كيف أكله رسول الله 
وسها بعضهم فابتدأ في لبس الخف باليسرى فكفر عن ذلك بشيء من الحنطة 
وإياكم أن تقولوا إن هذه الخصال من الأمور التي تتعلق بالعادات فتهملوها فإن إهمالها يغلق بابا عظيما من أبواب السعادة 
وأما العبادات فلا أعرف لعدم اتباعه فيها من عذر إلا أن يحصل ذلك من كفر خفي أو حمق جلي حمانا الله وإياكم