سيدى ابو الحسن الشاذلى ومخاطبة الحق



التصوف بكل لغات العالم : 
وأخبرني الفقيه مكين الدين الأسمر رضي الله عنه. قال سمعت مخاطبة الحق فقلت له يا سيدي كيف كان ذلك؟ فقال كان في الاسكندرية بعض الصالحين صحب الشيخ أبا الحسن. ثم كثر عليه ما سمعه منه من العلوم الجليلة والمخرقات. فلم يسع ذلك عقله فانقطع عن الشيخ أبي الحسن رضي الله عنه فإذا ليلة من الليالي وأنا أسمع أن فلاناً دعانا في هذا الوقت بست دعوات. فإن أراد أن يستجاب له فليوال الشيخ أبا الحسن الشاذلي. دعانا بكذا دعانا بكذا. حتى عينت لي الست دعوات. قال ثم انفصل الخطاب عني فنظرت إلى المتوسط في ذلك الوقت فعرفت الوقت الذي كان ذلك الرجل دعا فيه ثم أصبحت فذهبت إلى ذلك الرجل. فقلت له دعوت الله البارحة بست دعوات. دعوته بكذا إلى أن عددت له الست دعوات. فقال نعم، فقلت له أتريد أن يستجاب لك. قال ومن لي بذلك فقلت له قيل لي إن أراد أن يستجاب له فليوال الشيخ أبا الحسن الشاذلي. وسمعت شيخنا أبا العباس يقول: كان الشيخ قد قال لي إن أردت أن تكون من أصحابي فلا تسأل من أحد شيئاً. فمكثت على ذلك سنة. ثم قال لي إن أردت أن تكون من أصحابي. فلا تقبل من أحد شيئاً. فكان إذا اشتد الوقت عليَّ أخرج إلى ساحل بحر الاسكندرية ألتقط ما يرميه البحر بالساحل من القمح حين يرفع من المراكب فأنا يوماً على ذلك وإذا عبدالقادر النقاد وكان من أولياء الله يفعل كفعلي فقال لي اطلعت البارحة على مقام الشيخ أبي الحسن فقلت له وأين مقام الشيخ؟ فقال عند العرش. فقلت له: ذاك مقامك تنزل لك الشيخ فيه حتى رأيته. ثم دخلت أنا وهو على الشيخ. فلما استقر بنا المجلس. قال الشيخ رضي الله عنه رأيت البارحة عبد القادر النقاد في المنام. فقال لي أعرشي أنت أم كرسي. فقلت له: دع عنك ذا الطينة أرضية والنفس سماوية، والقلب عرشي، والروح كرسي، والسر مع الله، بلا أين، والأمر يتنزل فيما بين ذلك، ويتلوه الشاهد منه.