بيان مزايا أهل البيت التي اختصوا بها رضي اللّه تعالى عنهم
التصوف بكل لغات العالم :
بيان مزايا أهل البيت التي اختصوا بها رضي اللّه تعالى عنهم
فمنها تحريم الصدقة عليهم، لكونها أوساخ الناس، وتعويضهم خمس الخمس من الفيء والغنيمة. وقصر مالك وأبوحنيفة رضي الله تعالى عنهما: تحريمهما على بني هاشم. وقال الشافعي وأحمد رضي الله تعالى عنهما: بتحريمها على بني هاشم وبني عبدالمطلب. وروي عن أبي حنيفة جوازها لبني هاشم مطلقا وقال أبويوسف تحل من بعضهم لبعض، ومذهب أكثر الحنيفة والشافعية وأحمد جواز أخذهم صدقة النفل، وهي رواية عن مالك. وروى عنه حل أخذ الفرض دون التطوع، لأن الذي فيه أكثر ومنها الاصطلاح على إطلاق الإشراف عليهم دون غيرهم، قال الجلال السيوطي رحمه الله تعالى في رسالته الزينبية، اسم الشريف يطلق في الصدر الأول على كل من كان من أهل البيت، سواء كان حسنياً أو حسينياً، أم علوياً من ذرية محمد بن الحنفية، أو غيره من أولاد علي بن أبي طالب، أم جعفرياً، أم عقيلياً، أم عباسياً، ولهذا نجد تاريخ الحافظ الذهبي مشحوناً في التراجم بذلك. يقول الشريف العباسي، الشريف العقيلي، الشريف الجعفري، الشريف الزينبي، فلما ولي الخلافة الفاطميون بمصر قصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين فقط واستمر ذلك بمصر إلى الآن. وقال الحافظ ابن حجر في كتاب الألقاب: الشريف ببغداد لقب لكل عباسي، وبمصر لقب لكل علوي.
ولا شك أن المصطلح القديم أولى وهو إطلاقه على كل علوي وجعفري وعقيلي وعباسي كما صنعه الذهبي، وكما أشار إليه الماوردي من أصحابنا، والقاضي أبويعلى القراء من الحنابلة. كلاهما في الأحكام السلطانية. ونحوه قول ابن مالك في الألفية. وآله المستكملين الشرفاء، وقد يقال على اصطلاح أهل مصر، الشرف أنواع: عام لجميع أهل البيت، وخاص بالذرية، فيدخل فيه الزينبيون، وجميع أولاد بناته، وأخص منه وهو شرف النسبة، وهذا مختص بذرية الحسن والحسين.
وسيأتي عند ذكر السيدة زينب الكلام على العلامة الخضراء إن شاء اللّه تعالى. ومنها أنه يطلب إكرامهم، وتوقيرهم وإيثارهم، والتجاوز عن مساوئهم، واعتقاد أن فاسقهم سيهديه الله تعالى، كل ذلك لأجل قرابتهم من رسول الله. كما دل على بعض ذلك ما تقدم من الأخبار، وعلى بعضه قوله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}. وقوله (يا بني عبدالمطلب إني سألت اللّه لكم ثلاثاً. أن يثبت قائمكم، وأن يهدي ضالكم، وأن يعلم جاهلكم). الحديث رواه الحاكم وصححه، وفي خبر حسن (ألا إن عيبتي وكرشي أهل بيتي والأنصار، فأقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم). أي في غير الحدود وحقوق الآدميين. والمراد بكونهم عيبته وكرشه، أنهم موضع سره ومعدن معارفه، تشبيهاً بالعيبة التي هي اسم لما يحوز نفيس الأمتعة، والكرش الذي هو اسم لمستقر الغذاء الذي به النمو وقيام البنية. وأخرج الدار قطني أن الحسن جاء إلى أبي بكر وهو على منبر رسول الله. فقال: أنزل عن مجلس أبي، فقال: صدقت إنه مجلس أبيك. ثم أخذه وأجلسه في حجره وبكى. فقال علي أما واللّه ما كان على رأيي. فقال أبوبكر صدقت واللّه ما اتهمتك ووقع نحو ذلك للحسين مع عمر. فانظر يا أخي عظم محبة الصديق وكمال توقيره لآل البيت وعدم تكدره مما قاله الحسن رضي الله عنهما وقد صرح العلماء بأنه ينبغي إكرام سكان بلده. وإن تحقق منهم ابتداع أو نحوه رعاية لحرمة جواره.
فما بالك بذريته الذين هم بضعة منه، ولو كان بينهم وبينه وسائط.
وقد روى في قوله تعالى: {وكان أبوهما صالحاً}، أن الأب الذي حفظا من أجله كرامة له كان سابعاً أو تاسعاً.
وعن عبداللّه بن الحسن بن علي بن أبي طالب. قال أتيت عمر ابن عبدالعزيز في حاجة لي: فقال لي إذا كانت لك حاجة فأرسل أو اكتب بها، فإني أستحي من اللّه أن يراك على بابي. وحكي عن بعضهم، قال: كنت أبغض أشراف المدينة بني حسين لتظاهرهم بالرفض فرأيت النبي في المنام تجاه القبر الشريف، فقال: يا فلان باسمي، مالي أراك تبغض أولادي؟ فقلت حاشا لله ما أكرههم، وإنما كرهت ما رأيت من تعصبهم على أهل السنة، فقال في مسألة فقهية أليس الوالد العاق يلحق بالنسب؟ فقلت بلى يا رسول الله، فقال هذا ولد عاق. فلما انتبهت صرت لا ألاقي من بني حسين أحد إلا بالغت في إكرامه، فينبغي أن الفاسق من أهل البيت، وإن كان يبغض من حيث فعله، يحب ويحترم من حيث قرابته منه وجاء في بعض الطرق تحريمهم على النار.
بيان مزايا أهل البيت التي اختصوا بها رضي اللّه تعالى عنهم
فمنها تحريم الصدقة عليهم، لكونها أوساخ الناس، وتعويضهم خمس الخمس من الفيء والغنيمة. وقصر مالك وأبوحنيفة رضي الله تعالى عنهما: تحريمهما على بني هاشم. وقال الشافعي وأحمد رضي الله تعالى عنهما: بتحريمها على بني هاشم وبني عبدالمطلب. وروي عن أبي حنيفة جوازها لبني هاشم مطلقا وقال أبويوسف تحل من بعضهم لبعض، ومذهب أكثر الحنيفة والشافعية وأحمد جواز أخذهم صدقة النفل، وهي رواية عن مالك. وروى عنه حل أخذ الفرض دون التطوع، لأن الذي فيه أكثر ومنها الاصطلاح على إطلاق الإشراف عليهم دون غيرهم، قال الجلال السيوطي رحمه الله تعالى في رسالته الزينبية، اسم الشريف يطلق في الصدر الأول على كل من كان من أهل البيت، سواء كان حسنياً أو حسينياً، أم علوياً من ذرية محمد بن الحنفية، أو غيره من أولاد علي بن أبي طالب، أم جعفرياً، أم عقيلياً، أم عباسياً، ولهذا نجد تاريخ الحافظ الذهبي مشحوناً في التراجم بذلك. يقول الشريف العباسي، الشريف العقيلي، الشريف الجعفري، الشريف الزينبي، فلما ولي الخلافة الفاطميون بمصر قصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين فقط واستمر ذلك بمصر إلى الآن. وقال الحافظ ابن حجر في كتاب الألقاب: الشريف ببغداد لقب لكل عباسي، وبمصر لقب لكل علوي.
ولا شك أن المصطلح القديم أولى وهو إطلاقه على كل علوي وجعفري وعقيلي وعباسي كما صنعه الذهبي، وكما أشار إليه الماوردي من أصحابنا، والقاضي أبويعلى القراء من الحنابلة. كلاهما في الأحكام السلطانية. ونحوه قول ابن مالك في الألفية. وآله المستكملين الشرفاء، وقد يقال على اصطلاح أهل مصر، الشرف أنواع: عام لجميع أهل البيت، وخاص بالذرية، فيدخل فيه الزينبيون، وجميع أولاد بناته، وأخص منه وهو شرف النسبة، وهذا مختص بذرية الحسن والحسين.
وسيأتي عند ذكر السيدة زينب الكلام على العلامة الخضراء إن شاء اللّه تعالى. ومنها أنه يطلب إكرامهم، وتوقيرهم وإيثارهم، والتجاوز عن مساوئهم، واعتقاد أن فاسقهم سيهديه الله تعالى، كل ذلك لأجل قرابتهم من رسول الله. كما دل على بعض ذلك ما تقدم من الأخبار، وعلى بعضه قوله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}. وقوله (يا بني عبدالمطلب إني سألت اللّه لكم ثلاثاً. أن يثبت قائمكم، وأن يهدي ضالكم، وأن يعلم جاهلكم). الحديث رواه الحاكم وصححه، وفي خبر حسن (ألا إن عيبتي وكرشي أهل بيتي والأنصار، فأقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم). أي في غير الحدود وحقوق الآدميين. والمراد بكونهم عيبته وكرشه، أنهم موضع سره ومعدن معارفه، تشبيهاً بالعيبة التي هي اسم لما يحوز نفيس الأمتعة، والكرش الذي هو اسم لمستقر الغذاء الذي به النمو وقيام البنية. وأخرج الدار قطني أن الحسن جاء إلى أبي بكر وهو على منبر رسول الله. فقال: أنزل عن مجلس أبي، فقال: صدقت إنه مجلس أبيك. ثم أخذه وأجلسه في حجره وبكى. فقال علي أما واللّه ما كان على رأيي. فقال أبوبكر صدقت واللّه ما اتهمتك ووقع نحو ذلك للحسين مع عمر. فانظر يا أخي عظم محبة الصديق وكمال توقيره لآل البيت وعدم تكدره مما قاله الحسن رضي الله عنهما وقد صرح العلماء بأنه ينبغي إكرام سكان بلده. وإن تحقق منهم ابتداع أو نحوه رعاية لحرمة جواره.
فما بالك بذريته الذين هم بضعة منه، ولو كان بينهم وبينه وسائط.
وقد روى في قوله تعالى: {وكان أبوهما صالحاً}، أن الأب الذي حفظا من أجله كرامة له كان سابعاً أو تاسعاً.
وعن عبداللّه بن الحسن بن علي بن أبي طالب. قال أتيت عمر ابن عبدالعزيز في حاجة لي: فقال لي إذا كانت لك حاجة فأرسل أو اكتب بها، فإني أستحي من اللّه أن يراك على بابي. وحكي عن بعضهم، قال: كنت أبغض أشراف المدينة بني حسين لتظاهرهم بالرفض فرأيت النبي في المنام تجاه القبر الشريف، فقال: يا فلان باسمي، مالي أراك تبغض أولادي؟ فقلت حاشا لله ما أكرههم، وإنما كرهت ما رأيت من تعصبهم على أهل السنة، فقال في مسألة فقهية أليس الوالد العاق يلحق بالنسب؟ فقلت بلى يا رسول الله، فقال هذا ولد عاق. فلما انتبهت صرت لا ألاقي من بني حسين أحد إلا بالغت في إكرامه، فينبغي أن الفاسق من أهل البيت، وإن كان يبغض من حيث فعله، يحب ويحترم من حيث قرابته منه وجاء في بعض الطرق تحريمهم على النار.