شرح صللاة الفاتح لما اغلق وفضائلها



التصوف بكل لغات العالم : 
{فائدة} من فوائد شرحها المذكور عند قول المصنف في آخرها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال الشارح وفي الحديث الذي رواه الديلمي عن علي وفيه عمرو بن نمريا علي إذا وقعت في ورطة فقل بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وفي الحديث الذي رواه الصديق الأكبر مرفوعاً وأورده الديلمي في مسنده كما في الجامع الكبير يقول الله عز وجل قل لأمتك يقول لا حول ولا قوة إلا بالله عشراً عند الصباح وعشراً عند المساء وعشراً عند النوم يدفع الله عنهم عند الصباح بلوى الدنيا وعند المساء مكايد الشيطان وعند النوم سوء غضبي. وأما الصلاة الثالثة وهي اللهم صل وسلم على الجمال الأنفس. والنور الأقدس إلى آخرها فهي أيضاً لسيدي محمد ابن أبي الحسن البكري رضي الله عنه وعن أسلافه وأعقابه وقد وجدت في مجموعة هي وكتاب مسالك الحنفا في الصلاة على النبي المصطفى للشهاب القسطلاني ومكتوب قبلها هذه العبارة هذه أنفسا رحمانية. وعوارف صمدانية. لقطب دائرة الوجود. وبدر أساتذة الشهود. تاج العارفين سيدنا وأستاذنا ومولانا الشيخ محمد ابن أبي الحسن البكري روّح الله روحهما. ونور ضريحهما. وأعاد علينا وعلى المسلمين من بركاتهما في الدنيا والآخرة آمين انتهت ومن تأمل في رشاقة ألفاظها وضخامة معانيها وبلاغة تراكيبها وفصاحة أساليبها وقابل بينها وبين أختيها السابقتين علم أن مطلع هذه الشموس سماء واحدة ومصدر هذه الدرر بحر واحد ويحتمل أنها لأبيه القطب الكبير الشهير محمد أبي الحسن البكري لأنه هو الملقب بتاج العارفين ويكون الغلط وقع في قول الكاتب ابن أبي الحسن وحقه أن يقول أبو الحسن وهو رضي الله عنه من أكابر الأولياء وأفراد العلماء. أما العلم فقد بلغ فيه درجة الاجتهاد المطلق كما وصفه به كثير من المؤلفين. وأما الولاية فلنقتصر من آبارها على منقبة واحدة له يعلم منها رفعة قدره وعلو منزلته وزيادة قربه عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم. قال العلامة الشيخ إبراهيم العبيدي صاحب كتاب عمدة التحقيق في بشائر آل الصديق وكانت والدة الأستاذ الشيخ أبي الحسن البكري من العابدات القائمات الصائمات ومما وقع لها أنها عبدت الله سبحانه وتعالى ثماني عشرة سنة في خلوة فوق سطح الجامع الأبيض ما عهد لها أنها بصقت على سطح الجامع حرمة له وقد اتفق لها مع ولدها أبي الحسن رضي الله عنه أنها كانت تنكر عليه الحج والزيارة في نحو المحفة والظهور في الملابس ونحو ذلك ولا زالت تغلظ له القول في ذلك حتى مضت مدة من الزمن وهو يبالغ في احترامها إلى أن قال لها يوماً أما يرضيك يا بنت الشيخ أن يكون الحكم العدل بيني وبينك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له وقد اعتراها الغضب ومن أنت حتى تقول ما قلتن فقال لها سترين إن شاء الله تعالى ما يزيل إنكارك ويريحني من عدلك. قال الأستاذ فنامت تلك الليلة فرأت في منامها كأنها داخلة المسجد النبوي وبروضته قناديل كثيرة عظيمة وفيها قنديل كبير جداً أعظمها ضوءاً وحسناً وصورة فسألت لمن هذا فقيل لها هذا لولدك أبي الحسن فالتفتت نحو الحجرة الشريفة فرأت النبي صلى الله عليه وسلم ورأتني وأنا بثيابي الفاخرة التي تنكر لبسها بين شريف يديه قالت فقلت في نفسي يلبسها في هذا الموضع الشريف فبرز لي العدل من الحضرة الشريفة بسبب الإنكار عليه فقلت أتوب يا رسول الله قال الأستاذ رضي الله عنه من ذلك العهد إلى تاريخه لم تطرقها شائبة الإنكار عليّ ولا عذلت بوجه ا.ه. وقال في ترجمة ولده سيدي محمد البكري وأخذ رضي الله عنه سائر العلوم الشرعية وجميع الحكم الربانية عن والده أبي الحسن ولم يدعه يتطفل على أحد من العلماء ولا من العارفين وكانت وفاته رضي الله عنه سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة عن أربعة وخمسين عاماً وثمانية وخمسين يوماً. كما ذكره ولده المذكور سيدي محمد البكري. وأما الصلاة الرابعة وهي اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح لما
أغلق والخاتم لما سبق إلى آخرها. فقد ذكر سيدي أحمد الصاوي في شرحه على ورد الدردير أنها تسمى صلاة الفاتح وأنها تنسب لسيدي محمد البكري وذكر أن من صلى بها مرة واحدة فيع مره لا يدخل النار قال بعض سادات المغرب أنها نزلت عليه في صحيفة من الله. وقال بعضهم المرة منها تعدل عشرة آلاف وقيل ستمائة ألف من داوم عليها أربعين يوماً تاب الله عليه من جميع الذنوب ومن تلاها ألف مرة في ليلة الخميس أو الجمعة والاثنين اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وتكون التلاوة بعد صلاة أربع ركعات يقرأ في الأولى سورة القدر وفي الثانية الزلزلة كذلك وفي الثالثة الكافرون كذلك وفي الرابعة المعوذتين ويخر عند التلاوة بعود وإن شئت فجرب ا.ه. وذكرها الأستاذ السيد أحمد دحلان رحمه الله في مجموعته وقال أنها منسوبة لسيدي القطب الكامل السيد الشريف الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه. قال وهي مما هو نافع للمبتدىء والمنتهى والمتوسط فقد ذكر كثير من العارفين لها من الأسرار والعجائب ما تتحير فيه الألباب وأن من واظب عليها كل يوم مائة مرة انكشف له كثير من الحجب وحصل له من الأنوار وقضاء الأوطار ما لا يعلم قدره إلا الله ا.ه. ويؤيد أنها لسيدي محمد البكري كما قاله العارف الصاوي أن محدث الشام الشيخ عبد الرحمن الكزبري الكبير رحمه الله ذكرها مع جملة فوائد في خاتمة إجازته للشيخ البديري القدسي ونسبها لسيدي محمد البكري. فقال ومنها أي الفوائد الذي أخذها عن مشايخه الصيغة المنسوبة للأستاذ القطب محمد البكري أخذتها أيضاً عن بعضهم. ونقل أن صاحبها الأستاذ قال من قرأ هذه الصلاة مرة واحدة في عمره ودخل النار يقبضني بين يدي الله تعالى وهي اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق الناصر الحق بالحق الهادي إلى صراطك المستقيم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه حق قدره ومقداره العظيم انتهت عبارة الكزبري وهي بلا واو عطف قبل الناصر وقبل الهادي.