الانسان الكامل : معنى الكمال
التصوف بكل لغات العالم :
معنى الكمال :
اعلم أن العالم كله لولا الإنسان الكامل ما وُجِد , وأنه بوجوده صح المقصود من العلم الحادث بالله , والوجود الحادث الذي هو على صورة الوجود القديم , فإن العلم بالله - المُحدَث - الذي هو على صورة العلم بالله - القديم - لا يتمكن أن يكون إلا لمن هو في خلقه على الصورة , وليس غير الإنسان الكامل , ولهذا سمي كاملاً , وأنه روح العالم , والعالم مُسَخَّر له علوه وسفله , وأن الإنسان الحيوان من جملة المسخر له , وأنه يشبه الإنسان الكامل في الصورة الظاهرة , لا في الباطن من حيث الرتبة , كما يشبه القرد الإنسان في جميع أعضائه الظاهرة , فتأمل درجة الإنسان الحيوان من درجة الإنسان الكامل , واعلم أنك العين المقصودة , فما وجدت الأسباب إلا بسببك , لتظهر أنت , فما كانت مطلوبة لأنفسها , فإن الله لمّا أحب أن يُعرَف , لم يمكن أن يعرفه إلا من هو على صورته , وما أوجد الله على صورته أحداً إلا الإنسان الكامل , قال صلى الله عليه وسلم : ( كمل من الرجال كثيرون ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية ) يعني بالكمال معرفتهم بهم , ومعرفتهم بهم هم عين معرفتهم بربهم , فمن وقف على الحقائق كشفاً وتعريفاً إلهياً فهو الكامل الأكمل , ومن نزل عن هذه الرتبة فهو الكامل , وما عدا هذين فإما مؤمن أو صاحب نظر عقلي , لا دخول لهما في الكمال , فكيف في الأكملية ؟!
ولما لم يتمكن أن يكون كل إنسان له مرتبة الكمال المطلوبة في الإنسانية – وإن كان يفضل بعضهم بعضاً – فأدناهم منزلة مَنْ هو إنسان حيواني , ويشارك الإنسان الكامل بالصورة الإنسانية , وأعلاهم هو ظل الله , وهو الإنسان الكامل نائب الحق , الذي يكون الحق لسانه وجميع قواه , وما بين هذين المقامين مراتب , ففي زمان الرسل يكون الكامل رسولاً , وفي زمان انقطاع الرسالة يكون الكامل وارثاً , ولا ظهور للوارث مع وجود الرسول , إذ الوارث لا يكون وارثاً إلا بعد موت من يرثه , فلم يتمكن للصاحب مع وجود الرسول أن تكون له هذه المرتبة , فلا تطمع في تخصيصك بشريعة ناسخة من عنده , ولا في إنزال كتاب , فقد أغلق الباب , فإن نهاية الولي أن يُشْرِف على خطاب شريعة نبيه , وتزول القدم من قدامه , فتكون له درجة ميراث النبوة في أخذ الشريعة التي هو عليها , لا شريعة ناسخة لها , فتبقى الشريعة عليه محفوظة , ويعلو سنده فيها , إذا كان محمد صلى الله عليه وسلم لبنة الحائط , فكل دليل على مخالفته ساقط , فليست الصورة الإلهية لكل نَفْس , وإنما هي للنفس الكاملة , كنفوس الأنبياء ومن كمل من الناس , والأمر ينزل من الله على الدوام لا ينقطع , فلا يقبله إلا الرسل خاصة على الكمال , فإذا فقدوا , حينئذ أوجد ذلك الاستعداد في غير الرسل , فقبلوا ذلك التنزيل الإلهي في قلوبهم , فسموا ورثة , ولم ينطلق عليهم اسم رسل مع كونهم يخبرون عن الله بالتنزيل الإلهي .
معنى الكمال :
اعلم أن العالم كله لولا الإنسان الكامل ما وُجِد , وأنه بوجوده صح المقصود من العلم الحادث بالله , والوجود الحادث الذي هو على صورة الوجود القديم , فإن العلم بالله - المُحدَث - الذي هو على صورة العلم بالله - القديم - لا يتمكن أن يكون إلا لمن هو في خلقه على الصورة , وليس غير الإنسان الكامل , ولهذا سمي كاملاً , وأنه روح العالم , والعالم مُسَخَّر له علوه وسفله , وأن الإنسان الحيوان من جملة المسخر له , وأنه يشبه الإنسان الكامل في الصورة الظاهرة , لا في الباطن من حيث الرتبة , كما يشبه القرد الإنسان في جميع أعضائه الظاهرة , فتأمل درجة الإنسان الحيوان من درجة الإنسان الكامل , واعلم أنك العين المقصودة , فما وجدت الأسباب إلا بسببك , لتظهر أنت , فما كانت مطلوبة لأنفسها , فإن الله لمّا أحب أن يُعرَف , لم يمكن أن يعرفه إلا من هو على صورته , وما أوجد الله على صورته أحداً إلا الإنسان الكامل , قال صلى الله عليه وسلم : ( كمل من الرجال كثيرون ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية ) يعني بالكمال معرفتهم بهم , ومعرفتهم بهم هم عين معرفتهم بربهم , فمن وقف على الحقائق كشفاً وتعريفاً إلهياً فهو الكامل الأكمل , ومن نزل عن هذه الرتبة فهو الكامل , وما عدا هذين فإما مؤمن أو صاحب نظر عقلي , لا دخول لهما في الكمال , فكيف في الأكملية ؟!
ولما لم يتمكن أن يكون كل إنسان له مرتبة الكمال المطلوبة في الإنسانية – وإن كان يفضل بعضهم بعضاً – فأدناهم منزلة مَنْ هو إنسان حيواني , ويشارك الإنسان الكامل بالصورة الإنسانية , وأعلاهم هو ظل الله , وهو الإنسان الكامل نائب الحق , الذي يكون الحق لسانه وجميع قواه , وما بين هذين المقامين مراتب , ففي زمان الرسل يكون الكامل رسولاً , وفي زمان انقطاع الرسالة يكون الكامل وارثاً , ولا ظهور للوارث مع وجود الرسول , إذ الوارث لا يكون وارثاً إلا بعد موت من يرثه , فلم يتمكن للصاحب مع وجود الرسول أن تكون له هذه المرتبة , فلا تطمع في تخصيصك بشريعة ناسخة من عنده , ولا في إنزال كتاب , فقد أغلق الباب , فإن نهاية الولي أن يُشْرِف على خطاب شريعة نبيه , وتزول القدم من قدامه , فتكون له درجة ميراث النبوة في أخذ الشريعة التي هو عليها , لا شريعة ناسخة لها , فتبقى الشريعة عليه محفوظة , ويعلو سنده فيها , إذا كان محمد صلى الله عليه وسلم لبنة الحائط , فكل دليل على مخالفته ساقط , فليست الصورة الإلهية لكل نَفْس , وإنما هي للنفس الكاملة , كنفوس الأنبياء ومن كمل من الناس , والأمر ينزل من الله على الدوام لا ينقطع , فلا يقبله إلا الرسل خاصة على الكمال , فإذا فقدوا , حينئذ أوجد ذلك الاستعداد في غير الرسل , فقبلوا ذلك التنزيل الإلهي في قلوبهم , فسموا ورثة , ولم ينطلق عليهم اسم رسل مع كونهم يخبرون عن الله بالتنزيل الإلهي .