البرهان المؤيد : بلغ كما أمر وما بقي لنا عليه حجة وهو صاحب الحجة القائمة على كل مكلف
التصوف بكل لغات العالم :
الرحلة في طلب العلم
أخبرني القاضي المقري الإمام الصالح سيدي علي أبو الفضل الواسطي بسنده إلى الخطيب البغدادي يسلسله إلى أبي الجارود العبسي أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه وعنهم أجمعين قال بلغني حديث عن رجل من أصحاب النبي سمعه من رسول الله في القصاص ولم أسمعه فابتعت بعيرا فشددت رحلي عليه ثم سرت شهرا حتى قدمت مصر فأتيت عبد الله بن أنيس فقلت للبواب قل له جابر على الباب فقال ابن عبد الله قلت نعم فأتاه فأخبره فقام يطأ ثوبه حتى خرج إلي فاعتنقني واعتنقته فقلت له حديث بلغني عنك سمعته من رسول الله ولم أسمعه في القصاص فخشيت أن أموت أو تموت قبل أن أسمعه
فقال عبد الله سمعت رسول الله يقول يحشر الله العباد أو قال الناس عراة غرلا بهما قال قلنا ما بهما قال ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وعنده مظلمة حتى أقصه منه حتى اللطمة قال قلنا كيف ذا وإنما نأتي الله غرلا بهما قال بالحسنات والسيئات قال وتلا رسول الله اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم
قال رسول الله إن أخوف ما أخاف على أمتي من بعدي عمل قوم لوط ألا فليرتقب أمتي العذاب إذا كافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء
هذا الحديث أظهر ما لله من العدل بإثبات القصاص فيمن ليس بمكلف كالبهائم وغيرها وأطلق القول عليه عز و جل بالقيام على العرش يوم القيامة من غير تكييف ولا تمثيل وأثبت الوعيد في اللواط والسحاق
العلم لا يكتم والحق يقال والشارع روحي الفداء لقبره المبارك أوضح لنا ما لنا وما علينا تماما فالناجي من آمن به واتبع أمره والحذر والهلاك لمن خالفه
بلغ كما أمر وما بقي لنا عليه حجة وهو صاحب الحجة القائمة على كل مكلف وبه قامت حجة الله على خلقه هكذا قضى سبحانه وتعالى وقال وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا
أي سادة من أحب الله علم نفسه التواضع وقطع عنها علائق الدنيا وآثر الله تعالى على جميع أحواله واشتغل بذكره ولم يترك لنفسه رغبة فيما سوى الله تعالى وقام بعبادته بحقائق الأسرار وخلع المنابر والأسرة تواضعا لله وإن كانت يده طائلة إلى مثل ذلك وكان كمن قيل فيه
ترك المنابر والسرير تواضعا ... وله منابر لو يشا وسرير
ولغيره يجبى الخراج وإنما ... يجبى إليه محامد وأجور