سيدى ابو العباس المرسي : حفظت عنه رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة مراراً



التصوف بكل لغات العالم : 
قال الشهاب ابن حجر أن القطب أبا العباس المرسي تلميذ القطب الأكبر أبي الحسن الشاذلي:
{حفظت عنه رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة مراراً لا سيما عند قبر والده بالرافة ولقد كان شيخي وشيخ والدي الشمس محمد بن أبي الحمائل يرى النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدخل رأسه في جيب قميصه ثم يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه كذا فيكون كما أخبر لا يتخلف ذلك أبداً فاحذر من إنكار ذلك فإنه السم الموحى}. قال النابلسي: وليس هذا بأمر عجيب ولا شأن غريب فإن أرواح الموتى مطلقاً لم تمت ولا تموت أبداً ولكنها إذا فارقت الأجسام الترابية العنصرية تصورت في صورها كتصور الروح الأمين جبريل عليه السلام في صورة أعرابي وفي صورة دحية الكلبي كما ورد في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان هذا في أرواح عامة الناس الذين لم تحبس أرواحهم بالتبعات والحقوق التي ماتوا وهي عليه من كما قال تعالى كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين فما بالك بأرواح النبيين والمرسلين عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين وليس الموت بإعدام للأرواح وإن بليت أجسامها وسؤال القبر حق وكذلك نعيمه وعذابه حق في مذهب أهل السنة والجماعة والسؤال والنعيم والعذاب إنما يكون في عالم البرزخ لا في عالم الدنيا وعالم البرزخ بابه القبر وليس في القبور إلا أجسام الموتى لأن القبور من عالم الدنيا وأرواح الموتى في عالم البرزخ إحياء بالحياة الأمرية وإنما كانت الأجسام في الدنيا إحياء بأرواحها، فلما عزلت عن التصرف فيها ماتت الأجسام والأرواح باقية في حياتها على ما كانت، وإنما الموت نقلة من عالم إلى عالم، فالأرواح المكلفة غير المرهونة بما كسبت تسرح في عالم البرزخ وهي في صور أجسامها وملابسها وتظهر في الدنيا لمن شاء الله تعالى أن يظهرها له كأرواح الأنبياء والأولياء والصالحين من عباد الله تعالى وهذا أمر لا ينبغي للمؤمن أن يشكك فيه لأنه مبني على قواعد الإسلام وأصول الأحكام ولا يرتاب فيه إلا المبتدعة الضالون الجاحدون على ظواهر العقول
والأفهام والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وهو بكل شيءٍ عليم.}