البرهان المؤيد : يا فقير اقتد بالقرآن المجيد اتبع آثار السلف
التصوف بكل لغات العالم :
تواضع الشيخ
يا فقير اقتد بالقرآن المجيد اتبع آثار السلف إيش أنا حتى أدعو لك ما مثلي إلا كمثل ناموسة على الحائط لا قدر لها حشرت مع فرعون وهامان وقارون وأخذني ما أخذهم إن كان خطر لي في سري أني شيخ هذا الجمع أو مقدمهم أو من يحكم عليهم أو ثبت عندى أني فقير منهم وكيف تدعوه نفسه إلى ذلك من هو لا شيء ولا يصلح لشيء ولا يعد بشيء أي سادة لا تضيعوا أوقاتكم بما ليس لكم به راحة فما مضى منكم نفس إلا وهو معدود عليكم إياكم وما تغترون به واحفظوا أوقاتكم وقلوبكم فإن أعز الأشياء الوقت والقلب فإذا أهملتم الوقت وأعميتم القلب فقد ذهبت منكم الفوائد واعلموا أن الذنوب تعمي القلوب وتسودها وتسوؤها وتمرضها
مكتوب في التوراة في كل قلب مؤمن نائحة تنوح عليه وفي كل قلب منافق مغن يغني وفي قلب العارف موضع لا يسره أبدا وفي قلب المنافق موضع لا يغمه أبدا
أي سادة أنتم تذكرون الله في هذا الرواق وتتواجدون وتهتزون فيقول الفقهاء المحجوبون رقص الفقراء و يقول العارفون رقص الفقراء فمن كان منكم وجدة كاذبا وقصده فاسدا وذكره من اللسان مع طمح الطرف إلى الأغيار فهو رقاص كما قال الفقهاء وصدق عليه ما قالوا
ومن كان منكم وجده صادقا وقصده صالحا عملا بقوله تعالى الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وكان من الذين إذا سمعوا القول قصدوا المراد من القول وهو الإجابة لداعي الله في الأزل كما قال تعالى فيهم وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى
فسمع من سمع بلا حد ولا رسم ولا صفة فثبتت حلاوة السماع فيهم بتردد فلما خلق الله تعالى آدم علية السلام وكونه وأظهر ذريته إلى الدنيا ظهر ذلك السر المصون المكنون فيهم فإذا سمعوا نغمه طيبه وقولا حسنا طارت هممهم إلى الأصل الذي سمعوه من ذلك النداء وأولئك هم العارفون بالله تعالى في الأزل المتحابون فيه المتزاورون لأجله الذاكرون المهيمون به عن غيره فذلك الفقير يقال له ذاكر رقصت روحه وصحت عزيمته وكمل عقله وابيضت صحيفته وأخذ من السماع الحظ المكنون ونشر السر المطوي فيه لأن السماع موجود سره في طبع كل ذي روح يسمع وكل جنس يسمع بما يوافق طبعه ويفهم من السماع ما تنتهي إليه همته أما ترى الطفل إذا سمع الحدو طرب ونام والجمال إذا حداها الحادي سارت ونسيت ألم الثقل