طبقات الأولياء : الامناء ـ القراء ـ الاحباب ـ المحدثون
التصوف بكل لغات العالم :
8- (ومنهم رضي الله عنهم: الأمناء)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لله أمناء). وقال في أبي عبيدة بن الجراح: (إنه أمين هذه الأمة رضي الله عنه) وهم طائفة من الملامتية لا تكون الأمناء من غيرهم. وهم أكابر الملامتية وخواصهم فلا يعرف ما عندهم من أحوالهم لجريهم مع الخلق بحكم العوائد المعلومة التي يطلبها الإيمان بما هو إيمان. وهو الوقوف عند أمر الله ونهيه على جهة الفرضية فإذا كان يوم القيامة ظهرت مقاماتهم للخلق وكانوا في الدنيا مجهولين بين الناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لله أمناء) وكان الذي أمنوا عيله ما ذكرناه ولولا أن الخضر أمره الله أن يظهر لموسى عليه السلام بما ظهر ما ظهر به بشيء من ذلك فإنه من الأمناء ويزيدون على سائر الطبقات أنهم لا يعرف بعضهم بعضاً بما عنده فكل واحد يتخيل في صاحبه أنه من عامة المؤمنين، وهذا ليس إلا لهذه الطائفة خاصة لا يكون ذلك لغيرهم.
9- (ومنهم رضي الله عنهم: القراء)
أهل الله وخاصته ولا عدد يحصرهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) وأهل القرآن هم الذين حفظوه بالعمل به وحفظوا حروفه فاستظهروه حفظاً وعملاً وكان أبو يزيد البسطامي منهم فمن كان خلقه ا لقرآن كان من أهله ومن كان من أهل القرآن كان من أهل الله. لأن القرآن كلام الله. ونال هذا المقام سهل بن عبدالله التستري وهو ابن ست سنين.
10- (ومنهم رضي الله عنهم: الأحباب)
ولا عدد يحصرهم بل يكثرون ويقلون. قال تعالى {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} فمن كونهم محبين ابتلاهم ومن كونهم محبوبين اجتباهم واصطفاهم وهذه الطائفة على قسمين: قسم أحبهم ابتداء، وقسم استعملهم في طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة لله تعالى فأثمرت لهم تلك محبة الله إياهم، قال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} فهذه محبة قد نتجت لم تكن ابتداء وإن كانوا أحباباً كلهم ولا خفاء فيما بينهم من المقامات وما من مقام من المقامات إلا وأهله فيه بين فاضل ومفضول وهؤلاء الأحباب علامتهم الصفاء فلا يشوب وُدُّهمْ كدرٌ أصلاً، ولهم الثبات على هذه القدم مع الله تعالى، وهم مع الكون بحسب ما يقام فيه ذلك الكون من محمود ومذموم شرعا.
فيعاملونه بما يقتضيه الأدب فهم يوالون في الله ويعادونني الله تعالى. يقول الله تعالى فيمن ادعى هذا المقام (يا عبدي، هل عملت لي عملاً قط؟ فيقول العبد: يا رب صليت وجاهدت، فعلت وفعلت) ويصف من أفعال الخير فيقول الله، ذلك لك فيقول العبد: يارب فما هوالعمل الذي هو لك؟ فيقول: هل واليت فيَّ ولياً أو عاديت فيَّ عدواً؟ وهذا هو إيثار المحبوب، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} وقال: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوادُّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منهم} فهل أهل التأييد والقوة ورد في الخبر الصحيح: (وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتباذلين فيَّ والمتزاورين فيَّ).
11-(ومنهم رضي الله عنهم: المحدثون)
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه منهم قال: سيدي محيي الدين بن العربي رضي الله عنه: وكان في زماننا منهم أبوالعباس الخشاب وأبوزكريا البحائي بالمعرة بزاوية عمر بن عبدالعزيز بدير البقرة. وهم صنفان: صنف يحدثه الحق من خلف حجاب الحديث قال تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو م وراء حجاب} وهذا الصنف على طبقات كثيرة والصنف الآخر تحدثهم الأرواح الملكية في قلوبهم وأحياناً على آذانهم وقد يكتب لهم وهم كلهم أهل حديث. فالصنف الذي تحدثه الأرواح الطريق إليه الرياضات النفسية، والمجاهدات البدنية بأي وجه كان. فإن النفوس إذا صفت من كدر الوقوف مع الطبع التحقت بعالمها المناسب لها فأدركت ما أدركت الأرواح العلا من علوم الملكوت والأسرار وانتقش فيا جميع ما في العالم من المعاني وحصَّلت من الغيوب بحسب الصنف الروحاني المناسب لها فإن الأرواح وإن جمعهم أمر واحد فلكل روح مقام معلوم فهم على درجات وطبقات فمنهم الكبير والأكبر فجبريل وإن كان من أكابرهم فميكائيل أكبر منه ومنصبه فوق منصبه واسرافيل أكبر من ميكائيل وجبريل أكبر من عزرائيل فالذي على قلب اسرافيل منه يأتي الإمداد إليه وهو أعلى من الذين على قلب ميكائيل فكل مُحدثٍ من هؤلاء يحدثهم الروح المناسب لهم، وكم من محدثٍ لا يعلم من يحدثه، فهذا من آثار صفاء النفوس وتخليصها من الوقوف مع الطبع وارتفاعها عن تأثير العناصر والأركان فيها فهي نفس فوق مزاج بدنه. وقنع قوم بهذا القدر من الحديث ولكن ما هو شرط في السعادة الإيمانية في الدار الآخرة، لأنه تخليص نفسي. فإن كان هذا المحدث أُتي جميع هذه الصفات التي أوجبت له التخليص من الطبع بالطريقة المشروعة والاتباع النبوي والإيمان الجزمي اقترنت بالحديث السعادة. فإن انضاف إلى ذلك الحديث النبوي الحديث مع الرب من الرب تعالى إليهم، كان من الصنف الأول الذي ذكرنا أنه على طبقات.
8- (ومنهم رضي الله عنهم: الأمناء)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لله أمناء). وقال في أبي عبيدة بن الجراح: (إنه أمين هذه الأمة رضي الله عنه) وهم طائفة من الملامتية لا تكون الأمناء من غيرهم. وهم أكابر الملامتية وخواصهم فلا يعرف ما عندهم من أحوالهم لجريهم مع الخلق بحكم العوائد المعلومة التي يطلبها الإيمان بما هو إيمان. وهو الوقوف عند أمر الله ونهيه على جهة الفرضية فإذا كان يوم القيامة ظهرت مقاماتهم للخلق وكانوا في الدنيا مجهولين بين الناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لله أمناء) وكان الذي أمنوا عيله ما ذكرناه ولولا أن الخضر أمره الله أن يظهر لموسى عليه السلام بما ظهر ما ظهر به بشيء من ذلك فإنه من الأمناء ويزيدون على سائر الطبقات أنهم لا يعرف بعضهم بعضاً بما عنده فكل واحد يتخيل في صاحبه أنه من عامة المؤمنين، وهذا ليس إلا لهذه الطائفة خاصة لا يكون ذلك لغيرهم.
9- (ومنهم رضي الله عنهم: القراء)
أهل الله وخاصته ولا عدد يحصرهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) وأهل القرآن هم الذين حفظوه بالعمل به وحفظوا حروفه فاستظهروه حفظاً وعملاً وكان أبو يزيد البسطامي منهم فمن كان خلقه ا لقرآن كان من أهله ومن كان من أهل القرآن كان من أهل الله. لأن القرآن كلام الله. ونال هذا المقام سهل بن عبدالله التستري وهو ابن ست سنين.
10- (ومنهم رضي الله عنهم: الأحباب)
ولا عدد يحصرهم بل يكثرون ويقلون. قال تعالى {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} فمن كونهم محبين ابتلاهم ومن كونهم محبوبين اجتباهم واصطفاهم وهذه الطائفة على قسمين: قسم أحبهم ابتداء، وقسم استعملهم في طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة لله تعالى فأثمرت لهم تلك محبة الله إياهم، قال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} فهذه محبة قد نتجت لم تكن ابتداء وإن كانوا أحباباً كلهم ولا خفاء فيما بينهم من المقامات وما من مقام من المقامات إلا وأهله فيه بين فاضل ومفضول وهؤلاء الأحباب علامتهم الصفاء فلا يشوب وُدُّهمْ كدرٌ أصلاً، ولهم الثبات على هذه القدم مع الله تعالى، وهم مع الكون بحسب ما يقام فيه ذلك الكون من محمود ومذموم شرعا.
فيعاملونه بما يقتضيه الأدب فهم يوالون في الله ويعادونني الله تعالى. يقول الله تعالى فيمن ادعى هذا المقام (يا عبدي، هل عملت لي عملاً قط؟ فيقول العبد: يا رب صليت وجاهدت، فعلت وفعلت) ويصف من أفعال الخير فيقول الله، ذلك لك فيقول العبد: يارب فما هوالعمل الذي هو لك؟ فيقول: هل واليت فيَّ ولياً أو عاديت فيَّ عدواً؟ وهذا هو إيثار المحبوب، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} وقال: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوادُّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منهم} فهل أهل التأييد والقوة ورد في الخبر الصحيح: (وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتباذلين فيَّ والمتزاورين فيَّ).
11-(ومنهم رضي الله عنهم: المحدثون)
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه منهم قال: سيدي محيي الدين بن العربي رضي الله عنه: وكان في زماننا منهم أبوالعباس الخشاب وأبوزكريا البحائي بالمعرة بزاوية عمر بن عبدالعزيز بدير البقرة. وهم صنفان: صنف يحدثه الحق من خلف حجاب الحديث قال تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو م وراء حجاب} وهذا الصنف على طبقات كثيرة والصنف الآخر تحدثهم الأرواح الملكية في قلوبهم وأحياناً على آذانهم وقد يكتب لهم وهم كلهم أهل حديث. فالصنف الذي تحدثه الأرواح الطريق إليه الرياضات النفسية، والمجاهدات البدنية بأي وجه كان. فإن النفوس إذا صفت من كدر الوقوف مع الطبع التحقت بعالمها المناسب لها فأدركت ما أدركت الأرواح العلا من علوم الملكوت والأسرار وانتقش فيا جميع ما في العالم من المعاني وحصَّلت من الغيوب بحسب الصنف الروحاني المناسب لها فإن الأرواح وإن جمعهم أمر واحد فلكل روح مقام معلوم فهم على درجات وطبقات فمنهم الكبير والأكبر فجبريل وإن كان من أكابرهم فميكائيل أكبر منه ومنصبه فوق منصبه واسرافيل أكبر من ميكائيل وجبريل أكبر من عزرائيل فالذي على قلب اسرافيل منه يأتي الإمداد إليه وهو أعلى من الذين على قلب ميكائيل فكل مُحدثٍ من هؤلاء يحدثهم الروح المناسب لهم، وكم من محدثٍ لا يعلم من يحدثه، فهذا من آثار صفاء النفوس وتخليصها من الوقوف مع الطبع وارتفاعها عن تأثير العناصر والأركان فيها فهي نفس فوق مزاج بدنه. وقنع قوم بهذا القدر من الحديث ولكن ما هو شرط في السعادة الإيمانية في الدار الآخرة، لأنه تخليص نفسي. فإن كان هذا المحدث أُتي جميع هذه الصفات التي أوجبت له التخليص من الطبع بالطريقة المشروعة والاتباع النبوي والإيمان الجزمي اقترنت بالحديث السعادة. فإن انضاف إلى ذلك الحديث النبوي الحديث مع الرب من الرب تعالى إليهم، كان من الصنف الأول الذي ذكرنا أنه على طبقات.