سيدى ابراهيم الدسوقي يقول: إذا كمل العارف في مقام العرفان أورثه الله علماً بلا واسطة



التصوف بكل لغات العالم : 
وكان رضي الله عنه يقول: إذا كمل العارف في مقام العرفان أورثه الله علماً بلا واسطة، وأخذ العلوم المكتوبة في ألواح المعاني ففهم رموزها وعرف كنوزها، وفك طلسماتها، وعلم اسمها ورسمها، وأطلعه الله تعالى على العلوم المودعة في النقط، ولولا خوف الانكار لنطقوا بما يبهر العقول، وكذلك لهم من إشارات العبارات عبارات معجمة، وألسن مختلفة، وكذلك لهم في معاني الحروف والقطع والوصل والهمز، والشكل والنصب والرفع ما لم يحصر، ولا يطلع عليه إلا هم، وكذلك لهم الاطلاع على ما هو مكتوب على أوراق الشجر والماءوالهواء، وما في البر والبحر، وما هو مكتوب على صفحة قبة خيمة السماء، وما في جباه الإنس والجان، مما يقع لهم في الدنيا والأخرة، وكذلك لهم الاطلاع على ما هو مكتوب بلا كتابة، من جميع ما فوق الفوق، وما تحت التحت ولا عجب من حكيم يتلقى علماً من حكيم عليم، فإن مواهب السر اللدني قد ظهر بعضها في قصة موسى والخضر عليهما السلام، وكان رضي الله عنه يقول: من الأولياء من لا يدري الخطاب ولا الجواب فهو كالحجارة مودعة أسراراً ناطقة بلسان حال صامتة عن الكلام. مودعة من غوامض الأسرار والعطاء، مفرق فمنهم عارف ومحب ومشغوف وذاكر ومذكر ومعتبر وناطق وصامت ومستغرق وصائم وقائم وهائم ومفطر وصائن صائن وصائم صائم وقائم دائم ونائم واصل وواصل سهران وواقف ذاهل وداهش واهن. وواهم وباك باسم ومقبوض وضاحك، وخائف ومختلط ومختبط وموله ومتوله وصائح ونائح ومجموع بجميعة وجمعه. إن خرج عن إياهما انتفع ومنهم من مزق الثياب حين حقق وتاب، وغلب عليه الحال، ويرحم الله البعض بالبعض.
وكان رضي الله عنه يقول: يا أولادي طوبى لمن وصل إلى حال تقرب العباد من الله تعالى ثم وقف يدعوهم إليها. فكونوا داعين إلى الله تعالى بإذن الله.