الإنسان الكامل هو الحق المخلوق به



التصوف بكل لغات العالم : 
الإنسان الكامل هو الحق المخلوق به :
لما كان الإنسان الكامل هو المخلوق على الصورة الإلهية , فهو الحق المخلوق به , أي المخلوق بسببه العالم , فإن الإنسان الكامل أكمل الموجودات , وهو الغاية , ولما كانت الغاية هي المطلوبة بالخلق المتقدم عليها , فما خلق ما تقدم عليها إلا لأجلها وظهور عينها , ولولاها ما ظهر ما تقدمها , فالغاية هو الأمر المخلوق بسببه ما تقدم من أسباب ظهوره , وهو الإنسان الكامل , وإنما قلنا الكامل لأن اسم الإنسان قد يطلق على المشبه به في الصورة , كما تقول زيد إنه إنسان , وفي عمرو إنه إنسان , وإن كان زيد قد ظهرت فيه الحقائق الإلهية , وما ظهرت في عمرو , فعمرو على الحقيقة حيوان في شكل إنسان , ففي الإنسان قوة كل موجود في العالم , فله جميع المراتب , ولهذا اختص وحده بالصورة , فجمع بين الحقائق الإلهية والأسماء , وبين حقائق العالم , فإنه آخر موجود , فما انتهى لوجوده النفس الرحماني حتى جاء معه بقوة مراتب العالم كله , فيظهر بالإنسان ما لا يظهر بجزء جزء من العالم , ولا بكل اسم اسم من الحقائق الإلهية , فإن الإسم الواحد ما يعطي ما يعطي الآخر ما يتميز به , فكان الإنسان أكمل الموجودات , فكل ما سوى الإنسان خلق , إلا الإنسان فإنه خلق وحق .