البرهان المؤيد : أي سادة والله ما أظن أن على بساط الغبراء صاحب عقل يميز فيه بين الخبيث والطيب
التصوف بكل لغات العالم :
التشريعات المحمدية
أي سادة والله ما أظن أن على بساط الغبراء صاحب عقل يميز فيه بين الخبيث والطيب إلا ويعتقد قلبه ويذعن لبه أن العبادة
التي شرعها الحبيب والعادة التي كان عليها هي الحالة المرضية عند الرب والخلق وهي الآداب المقبولة عند الخالق والمحبوبة عند المخلوقين وبها يطمئن القلب ويسكن الروع
أي فرق لا يدركه العقل من حال المخمور والصاحي ومن حال السارق والأمين ومن حال الكاذب والصادق ومن حال الزاني والعفيف ومن حال المتكبر والمتواضع ومن حال البخيل والسخي ومن حال الظالم والعادل ومن حال المبطل والمحق ومن حال المغتاب والبريء ومن حال الغادر والرحيم ومن حال العابد والنائم ومن حال الغافل والمتفكر ومن حال الفاجر والبر ومن حال الكافر والمؤمن إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب
الله الله بالمتابعة المحضة لهذا الرسول العظيم الذي جاء رحمة للعالمين وحجة على المخلوقين ونعمة للموحدين
إياكم ونسيان الموت فإنه ينتج من الغفلة وهي من قلة ذكر الله وذلك من قلة الإيمان وأم ذلك الجهل وهو من الضلال
جاء في بعض الكتب الإلهية أن الحق تعالت ذاته يقول يا ابن آدم بعافيتي قويت على طاعتي وبتوفيقي أديت فريضتي وبرزقي قويت على معصيتي وبمشيئتي تشاء ما تشاء لنفسك وبنعمتي قمت وقعدت ورجعت وفي كنفي أمسيت وأصبحت وفي
فضلي عشت وفي نعمتي تقلبت وبعافيتي تجملت تنساني وتذكر غيري ولم تؤد شكري يا ابن آدم الموت يكشف أسرارك والقيامة تتلو أخبارك والعذاب يهتك أستارك فإذا أذنبت ذنبا صغيرا فلا تنظر إلى صغره ولكن انظر إلى من عصيت وإذا رزقت رزقا قليلا فلا تنظر إلى قلته ولكن انظر إلى من رزقك ولا تحقر الذنب الصغير فإنك لا تدري بأي ذنب عصيتني ولا تأمن مكري فإن مكري أخفى عليك من دبيب النملة على الصخرة في الليلة المظلمة يا ابن آدم هل عصيتني فذكرت غضبي فانتهيت وهل أديت فريضتي كما أمرتك وهل واسيت المساكين من مالك وهل أحسنت إلى من أساء إليك وهل غفرت لمن ظلمك وهل وصلت من قطعك وهل أنصفت من خانك وهل كلمت من هجرك وهل أدبت ولدك وهل أرضيت جيرانك وهل سألت العلماء عن أمر دينك ودنياك فإني لا أنظر معاشر الآدميين إلى صوركم ولا إلى محاسنكم وأحسابكم وأنسابكم ولكن أنظر إلى قلوبكم وأرضى بهذه الخصال عنكم
أي سادة هذه أمور تنكشف يوم القيامة يوم التغابن يوم الحاقة يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون يوم الطامة يوم الصيحة يوم تشيب الولدان يوم الزلزلة يوم القارعة يوم ينسف الجبال يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله