من نظم سيدى ابراهيم الدسوقي رضى الله عنه
التصوف بكل لغات العالم :
وهو إبراهيم بن أبي المجد بن قريش بن محمد بن أبي النجاء بن زين العابدين بن عبدالخالق بن محمد بن أبي الطيب بن عبد اللّه الكاتم بن عبدالخالق بن أبي القاسم ابن جعفر الزكي بن علي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي الزاهد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي رضي اللّه عنهم أجمعين، تفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه ثم اقتفى آثار السادة الصوفية وجلس في مرتبة الشيخوخة وحمل الراية البيضاء وعاش من العمر ثلاثاً وأربعين سنة ولم يغفل قط عن المجاهدة للنفس والهوى والشيطان حتى مات سنة ست وسبعين وستمائة رضي الله عنه.
(ومن نظمه رضي الله عنه ورحمه)
سقاني محبوبي بكأس المحبة فتهت عن العشاق سكرا بخلوتي
ولاح لنا نور الجلالة لو أضا لصمِّ الجبال الراسيات لدكت
وكنت أنا الساقي لمن كان حاضرا أطوف عليهم كرة بعد كرة
وناد مني سراً بسر وحكمة وإن رسول اللّه شيخي وقدوتي
وعاهدني عهداً حفظت لعهده وعشت وثيقاً صادقاً بمحبتي
وحكمني في سائر الأرض كلها وفي الجن والأشباح والمردية
وفي أرض صين الصين والشرق كلها لأقصى بلاد اللّه صحت ولايتي
أنا الحرف لا أقْر لكل مناظرٍ وكل الورى من أمر ربي رعيتي
وكم عالم قد جاءنا وهو منكر فصار بفضل اللّه من أهل خرقتي
وما قلت هذا القول فخرا وإنما أتى الإذن كي لا يجهلون طريقتي
وله أيضاً عفا اللّه عنا به
تجلى لي المحبوب في كل وجهة فشاهدته في كل معنىً وصورة
وخاطبني مني بكشف سرائري فقال أتدري من أنا قلت منيتي
فأنت منائي بل أنا أنت دائماً إذا كنت أنتَ اليوم عين حقيقتي
فقال كذاك الأمر لكنه إذا تعينت الأشياء كنت كنسختي
فأوصلت ذاتي باتحادي بذاته بغير حلول بل بتحقيق نسبتي
فصرت فناء في بقاء مؤبد لذات بديمومة سرمدية
وغيبني عني فأصبحت سائلاً لذاتي عن ذاتي لشغلي بغيبتي
وأنظر في مرآة ذاتي مشاهداً لذاتي بذاتي وهي غاية بغيتي
فأغدوا وأمري بين أمرين واقف علومي تمحوني ووهمي مثبتي
خبأت له في جنة القلب منزلاً ترفع عن دعد وهند وعلوة
أنا ذلك القطب المبارك أمره فإن مدار الكل من حلول ذروتي
أنا شمس أشراق العقول ولم أفلْ ولا غبت إلا عن قلوب عمية
يروني في المرآة وهي صدية وليس يروني بالمرآة الصقيلة
وبي قامت الأنباء في كل أمة بمختلف الآراء والكل أمتي
ولا جامع إلا ولي فيه منبر وفي حضرة المختار فزت ببغيتي
وما شهدت عيني سوى عين ذاتها وإن سواها لا يلمُّ بفكرتي
بذاتي تقوم الذات في كل ذروة أجدد فيها حلة بعد حلة
فليلى وهند والرباب وزينب وعلوى وسلمى بعدها وبثينة
عبارات أسماء بغير حقيقة وما لوحوا بالقصد إلا لصورتي
نعم نشأتي في الحب من قبل آدم وسري في الأكوان من قبل نشأتي
أنا كنت في العلياء مع نور أحمد على الدرة البيضاء في خلويتي
أنا كنت في رؤيا الذبيح فداءه بلطف عنايات وعين حقيقة
أنا كنت مع ادريس لما أتى العلا وأسكن في الفردوس أنعم بقعة
أنا كنت مع عيسى على المهد ناطقاً وأعطيت داوودا حلاوة نغمة
أنا كنت مع نوح بما شهد الورى بحاراً وطوفاناً على كف قدرة
أنا القطب شيخ الوقت في كل حالة أنا العبد إبراهيم شيخ الطريقة
قلت: وجميع ما فيه استطالة من هذه الأبيات إنما هو بلسان الأرواح ولا يعرفه إلا من شهد صدور الأرواح من أين جاءت وإلى أين تذهب وكونها كالعضو الواحد من المؤمن إذا اشتكى فيه ألما تداعى له سائر الجسد وذلك خاص بالكامل المحمدي لا يعرفه غيره. وقد كان سهل بن عبد اللّه التستري رضي الله عنه يقول: أعرف تلامذتي من يوم ألست بربكم وأعرف من كان في ذلك الموقف عن يميني ومن كان عن شمالي ولم أزل من ذلك اليوم أربي تلامذتي وهم في الأصلاب لم يحجبوا عني إلى وقتي هذا نقله ابن العربي رضي الله عنه في الفتوحات.
وكان رضي الله عنه يقول: أشهدني اللّه تعالى ما في العلى وأنا ابن ست سنين ونظرت في اللوح المحفوظ وأنا ابن ثمان سنين وفككت طلسم السماء وأنا ابن تسع سنين، ورأيت في السبع المثاني حرفاً معجماً حار فيه الجن والإنس ففهمته وحمدت اللّه تعالى على معرفته. وحركت ما سكن وسكنتُ ما تحرك بإذن اللّه تعالى وأنا ابن أربع عشرة سنة والحمد لله رب العالمين هذا ما لخصته من كتاب الجوهرة له رضي الله عنه وهو مجلد ضخم.
وهو إبراهيم بن أبي المجد بن قريش بن محمد بن أبي النجاء بن زين العابدين بن عبدالخالق بن محمد بن أبي الطيب بن عبد اللّه الكاتم بن عبدالخالق بن أبي القاسم ابن جعفر الزكي بن علي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي الزاهد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي رضي اللّه عنهم أجمعين، تفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه ثم اقتفى آثار السادة الصوفية وجلس في مرتبة الشيخوخة وحمل الراية البيضاء وعاش من العمر ثلاثاً وأربعين سنة ولم يغفل قط عن المجاهدة للنفس والهوى والشيطان حتى مات سنة ست وسبعين وستمائة رضي الله عنه.
(ومن نظمه رضي الله عنه ورحمه)
سقاني محبوبي بكأس المحبة فتهت عن العشاق سكرا بخلوتي
ولاح لنا نور الجلالة لو أضا لصمِّ الجبال الراسيات لدكت
وكنت أنا الساقي لمن كان حاضرا أطوف عليهم كرة بعد كرة
وناد مني سراً بسر وحكمة وإن رسول اللّه شيخي وقدوتي
وعاهدني عهداً حفظت لعهده وعشت وثيقاً صادقاً بمحبتي
وحكمني في سائر الأرض كلها وفي الجن والأشباح والمردية
وفي أرض صين الصين والشرق كلها لأقصى بلاد اللّه صحت ولايتي
أنا الحرف لا أقْر لكل مناظرٍ وكل الورى من أمر ربي رعيتي
وكم عالم قد جاءنا وهو منكر فصار بفضل اللّه من أهل خرقتي
وما قلت هذا القول فخرا وإنما أتى الإذن كي لا يجهلون طريقتي
وله أيضاً عفا اللّه عنا به
تجلى لي المحبوب في كل وجهة فشاهدته في كل معنىً وصورة
وخاطبني مني بكشف سرائري فقال أتدري من أنا قلت منيتي
فأنت منائي بل أنا أنت دائماً إذا كنت أنتَ اليوم عين حقيقتي
فقال كذاك الأمر لكنه إذا تعينت الأشياء كنت كنسختي
فأوصلت ذاتي باتحادي بذاته بغير حلول بل بتحقيق نسبتي
فصرت فناء في بقاء مؤبد لذات بديمومة سرمدية
وغيبني عني فأصبحت سائلاً لذاتي عن ذاتي لشغلي بغيبتي
وأنظر في مرآة ذاتي مشاهداً لذاتي بذاتي وهي غاية بغيتي
فأغدوا وأمري بين أمرين واقف علومي تمحوني ووهمي مثبتي
خبأت له في جنة القلب منزلاً ترفع عن دعد وهند وعلوة
أنا ذلك القطب المبارك أمره فإن مدار الكل من حلول ذروتي
أنا شمس أشراق العقول ولم أفلْ ولا غبت إلا عن قلوب عمية
يروني في المرآة وهي صدية وليس يروني بالمرآة الصقيلة
وبي قامت الأنباء في كل أمة بمختلف الآراء والكل أمتي
ولا جامع إلا ولي فيه منبر وفي حضرة المختار فزت ببغيتي
وما شهدت عيني سوى عين ذاتها وإن سواها لا يلمُّ بفكرتي
بذاتي تقوم الذات في كل ذروة أجدد فيها حلة بعد حلة
فليلى وهند والرباب وزينب وعلوى وسلمى بعدها وبثينة
عبارات أسماء بغير حقيقة وما لوحوا بالقصد إلا لصورتي
نعم نشأتي في الحب من قبل آدم وسري في الأكوان من قبل نشأتي
أنا كنت في العلياء مع نور أحمد على الدرة البيضاء في خلويتي
أنا كنت في رؤيا الذبيح فداءه بلطف عنايات وعين حقيقة
أنا كنت مع ادريس لما أتى العلا وأسكن في الفردوس أنعم بقعة
أنا كنت مع عيسى على المهد ناطقاً وأعطيت داوودا حلاوة نغمة
أنا كنت مع نوح بما شهد الورى بحاراً وطوفاناً على كف قدرة
أنا القطب شيخ الوقت في كل حالة أنا العبد إبراهيم شيخ الطريقة
قلت: وجميع ما فيه استطالة من هذه الأبيات إنما هو بلسان الأرواح ولا يعرفه إلا من شهد صدور الأرواح من أين جاءت وإلى أين تذهب وكونها كالعضو الواحد من المؤمن إذا اشتكى فيه ألما تداعى له سائر الجسد وذلك خاص بالكامل المحمدي لا يعرفه غيره. وقد كان سهل بن عبد اللّه التستري رضي الله عنه يقول: أعرف تلامذتي من يوم ألست بربكم وأعرف من كان في ذلك الموقف عن يميني ومن كان عن شمالي ولم أزل من ذلك اليوم أربي تلامذتي وهم في الأصلاب لم يحجبوا عني إلى وقتي هذا نقله ابن العربي رضي الله عنه في الفتوحات.
وكان رضي الله عنه يقول: أشهدني اللّه تعالى ما في العلى وأنا ابن ست سنين ونظرت في اللوح المحفوظ وأنا ابن ثمان سنين وفككت طلسم السماء وأنا ابن تسع سنين، ورأيت في السبع المثاني حرفاً معجماً حار فيه الجن والإنس ففهمته وحمدت اللّه تعالى على معرفته. وحركت ما سكن وسكنتُ ما تحرك بإذن اللّه تعالى وأنا ابن أربع عشرة سنة والحمد لله رب العالمين هذا ما لخصته من كتاب الجوهرة له رضي الله عنه وهو مجلد ضخم.