آداب المواكلة : البهات ـ العابث ـ الحامد ـ المبقي
التصوف بكل لغات العالم :
البهات
والبهات: هو الذي يبهت في وجه مؤاكليه حتى يبهتهم ويأخذ اللحم من بين أيديهم.
العابث
والعابث: وهو من يعبث، قبل تكامل إحضار الطعام وأكل الناس، بالمائدة أو الزبدية ونحوها، كأن يصلحها، ويرمي شيئاً يجده عليها لا يجوز الرمي، وهذا من دناءة النفس، وسخافة العقل.
الحامد
والحامد: وهو الذي يحمد الله تعالى جهراً في وسط الطعام؛ ولا سيما رب المنزل، فكأنه ينسب في ذلك إلى تنبيه الحاضرين على الكف عن الطعام كما حكى جحظة عن نفسه، قال: أكل عندي بعض المجان، فسمعني، وأنا أحمد الله، عز وجل، في وسط الطعام لشيءٍ خطر ببالي من نعمه التي لا تحصى، فنهض، وقال: أعطي الله عهداً إن عاودت؛ وما معنى التحميد في هذا الموضع؟ كأنك أردت أن تعلمنا أنا قد شبعنا! ثم مال إلى الدواة فكتب:
وَحَمدُ اللَهِ يَحسُنُ كُلَّ وَقتٍ ... وَلَكِن لَيسَ في أَوَلِ الطَعامِ
لِأَنَّكَ تُحشِمُ الأَضيافَ مِنهُ ... وَتَأمُرُهُم بِإِسراعِ القيامِ
وَتُؤذيهُم وَما شَبِعوا بِشَبعٍ ... وَذَلِكَ لَيسَ مِن خُلُقِ الكِرامِ
المُبقِّي
والمبقي: مثل ما حكي أن رجلاً دعا ضيفاً، فلما أحضر الطعام أحضر مع الطعام دجاجةٌ واحدةٌ، وفي جانب بيته ثلاث دجاجات سمان مسموطة معلقة، فكأنه أبقى عليها، أو صغرت همته عن طبخ كل ما حضر عنده؛ ومثل من يقدم طعاماً قليلاً لا يكفي الحاضرين، واللحم في داره معلق بإزاء إخوانه.