سيدى ابراهيم يقول: إن كنت تطلب أن تكون من أولادي فقم قياماً دائماً وجاهد جهاداً ملازماً



التصوف بكل لغات العالم : 
وكان رضي الله عنه يقول: إن كنت تطلب أن تكون من أولادي فقم قياماً دائماً وجاهد جهاداً ملازماً ولا تمل ولا تول ولا ترخص لنفسك في ترك الاشتغال بالعبادة في حجة خوف الملل، فإن الناقد بصير، والنفس من شأنها التلبيس على صاحبه. وكان يقول: ليس من تزي بزي القوم ينفعه زيه أو درجه أو خرقته فإن هذه أمور ظاهرة. والقوم إنما عملهم جُوَّاني إذ بذلك يرقون إلى مراقي درجة الرجال وما رأينا أحداً لبس جبة أو كتب له اجازة فبلغ مبلغ الرجال بذلك قط بل فِعْلُ ذلك يوقف المريد عن طلب المزيد والأمر ليس له قرار. وكان يقول: يا أولادي إذا طلبتم أن تغتابوا أحداً فاغتابوا والديكم فإنهما أحق بحسناتكم من غيرهما وكان يقول: إن اللّه تعالى يطلع على قلوب عباده في اليوم والليلة اثنتين سبعين مرة فنظفوا يا أولادي محلَّ نظر ربكم واجعلوه طاهراً مطهراً حسناً نقياً زاهراً نيراً صادقاً خالصاً لترتع في رياض القرب، ويظهر فيها النور، فإن الإناء إن لم يكن شفافاً لا يظهر للفتيلة فيه نور. وكان يقول: يا ولدي انقش على صحيفة صفحة لوح خدك توراة درسك وانجيل فهمك ومزامير ذكرك وزبور صفاتك وفرقان تفريقك ومجموع جمعك واشتغل بافنان حضورك ومراقبة رقيبك واشتغل بنفسك عن القيل والقال ولا تلتفت قط إلى صحبة من يتكرم بضياع أوقاته أو أنفاسه في الغفلات فإن صحبته هلاك لك.