حزب التحفة السنية عن سيدنا احمد الرفاعي
التصوف بكل لغات العالم :
كتب سيدنا أحمد


(( بسم الله الرحمن الرحيم )) الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبة أجمعين من عبد الله الفقير إلى الله أحمد بن أبي الحسن علي الرفاعي الحسيني غفر الله له ولوالديه والمسلمين إلى سبطه ولده أبي أسحق إبراهيم الأعزب فتح الله له أبواب القبول والتوفيق آمين أستدرّ لك فيض الوهب المطلق وأستمطر لك سماء الكرم الأعم المحقق وأسأل الله تعالى لي ولك وللمسلمين حسن البداية والخاتمة بداية المخلصين وخاتمة الناجين وأتحفك أي ولدي تحفة سنية تصلح بها إن شاء الله أمر دينك ودنياك وتكفى بعدتها شر من عاداك وتندرج ببركتها في سلك الخاصة أهل المخدع الذين ارتفعوا عن مخالطة عامة الطائفة سلام الله عليهم فانتهض لحفظ هذه التحفة واعرف قدرها ولا تكتمها عن إخوانك واعمل بها تنجح وتسعد وتربح وتؤيد والله الموفق المعين أي إبراهيم لا تعمل بالهوى وعليك بمتابعة النبي

(( أفلا أكون عبدا شكورا )) فعرفوا عظمة السيد القادر العظيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع العليم ووقفوا على طريق الأدب إن أحسن إليهم شكروه بإحسان العبودية وإن أمتحنهم صبروا وانقطعوا عن الأغيار إليه بخالص العبدية {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}(الأنعام90)
أي إبراهيم خذ مني هذه التحفة الجامعة بين الشكر والانقطاع إلى الله تعالى وأعلم إن الفتح ميزاب ماؤه هاطل لا ينقطع أبدا ولا واسطة لأخذه من مقرة والوقوف على سره إلا نبيك سيدنا وسيد العالمين عليه أكمل الصلوات والتسليمات أي إبراهيم إذا لازمت الباب بهذه التحفة أتقنت طريقَي الشكر والالتجاء ولكلا الشأنين سر لا يتم شأنه إلا للمخلص
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}(الزمر3) فإذا حفتك عوارف النعم فوق ما أنت فيه فلا تطغى فتشتغل بالنعمة عن المنعم بل ذلل النفس وتململ على الباب وقف في خلوة الأدب على بساط الشكر بصحة التمكن والتخلي عن شوائب لذة النعمة متلذذا بأنعام المنعم أن وجّه إليك نعمته بلا حول منك ولاقوه ولا قدرة ولا استحقاق فصل لله تعالى ركعتين شكرا وباشر قراءة هذه التحفة المباركة فإني لا أشك بأن النعم تزيد لك بشكرك بشاهد قوله تعالى{لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}( إبراهيم 7) وتصير بإذن الله موقرا مهابا محبوبا مجابا نافذ الكلمة محفوظ الحرمة إن شاء الله وإذا طرقك طارق البلاء فقف في خلوة الانكسار على بساط الاضطرار سالكا سبيل الاعتذار متدرعا درع الافتقار متوكئا على عصا الاستغفار متمكناً في مشهد التوكل عليه تعالى تمكن القوم الذين يؤمنون به ويشهدون الكل منه ولاينقطعون عنه {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(لقمان5) وباشر بعد هذا التجرد قراءة هذه التحفة فإني لا أشك أن الله يدفع عنك البلاء والمحن ويصرف عنك المصائب والإحن ويكفيك هم النازلات ويردّ عنك سهام الحادثات وينتصر لك لتوكلك عليه حتى لا تحتاج إلى نصرة نفسك بشاهد قوله تعالى {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}(الطلاق3) وأعلم أي إبراهيم أن من النعمة ابتلاء ومن النقمة ابتلاء وكلاهما ينزل بالأحباب والأعداء وهما من الله تعالى فإن أنعم على عبده وأهمل قدر النعمة بالغفلة عنه والالتفات إلى الأسباب وصرف النعمة لغير ما شرطت له فتلك ابتلاء لتتصرف به الإرادة الأزلية على وجه الحكمة الغامضة كما يريد لا كما يريد العبد وأن وجه نقمة على عبده فخشع لها وخضع وصبر واضطر وذل واعتذر وتنبه وتاب وآب فتلك النقمة ابتلاء لتتصرف به الإرادة على الحكمة كما يرضى الله تعالى لا كما يرضى العبد وظاهر التصرفين التأديب بتقليل النعمة كي يضطر العبد بطبعه إلى الرجوع إلى ربه غاضا طرفه عن الأغيار استحقارا لها وعلما بعجزها ومقهوريتها تحت أحكام القضاء والقدر في كل حالة فإذا أنكشف له هذا الحجاب وتحقق ما تضمنه الكتاب أفاض عليه بره وأحسانه وجودة وامتنانه وكفاه وصمة الاحتياج بالكلية هذا في الأول وأما في التصرف الثاني فهو الإرشاد بوارد المحنه والنقمة وتقريبه إليه من طريق جلاله في كنف جماله فحينئذ تنقشع عنه ظلمة الاكدار وثقلة الأقدار وتَرِدُ عليه عوارف الكرم فيلذ لها قلبه ويطيب لها لبه وتنتعش لها روحه ويعظم بها فتوحه {إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}(غافر44) فخذ الأدب في الحالين ذريعة والرضا حصنا والالتجاء درعا {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً}(الفرقان58) والحمد لله رب العالمين
(( وهذا راتب التحفة )) تقرأه فاتحة الكتاب مرة وتستغفر الله ثلاثا وتذكر الله بلا إله إلا الله مائة مرة وتصلي على النبي

((وأسألك اللهم)) بميم المدد المعقود على مجمل أسرار الوجود مدة الأزل السالمة من شوائب النقصان مدة الأبد الثابتة بالوهب القديم إلى أخر الدوران معنى وصف القدم في ثوب العدم مرجع مظاهر العدم في عالم القدم مفتاح كنز الفرق بين العبودية والربوبية مصباح التجرد عن ملابسات الإغماض بالكلية منار الإخلاص المتحقق بأكرم آداب المخلوقية مولى كل ذرة كونية في كل دائرة ربانية منصة التجليات الصمدانية في حضائر التعين الأول مجموع التدليات الإحسانية في ساحة رفرف الإفاضة الأطول ((وأسألك اللهم)) بدال الدنوّ الأقرب الذي لا ينفصل عن حضرة الإحسان دولة الإعانة المشتمل مقام سلطانها على جميع نفائس العرفان دائرة البرهان الكلي المترجم في صحف الإيناس درة الكيان النوعي المتوّج بتاج والله يعصمك من الناس اغمسنا في أحواض سواقي مساقي برك ورحمتك . وقيدنا بقيود السلامة والحماية عن الوقوع في معصيتك ((طهر اللهم)) قلوبنا من المعارضات وزكّ أعمالنا من الفيوضات .والشبهات . وألهمنا خدمتك في جميع الأوقات . ونوّر قلوبنا بأنوار المكاشفات . وزين ظواهرنا بأنواع العبادات . وسير أفكارنا وافهامنا وعقولنا في ملكوت الأرض والسموات .و اجعلنا ممن يرضى بالمقدور . ولا يميل إلى دار الغرور . ويتوكل عليك في جميع الأمور ويستعين بك في نكبات الدهور
((وارزقنا اللهم)) لذة النظر إلى وجهك الكريم يا عليُّ يا عظيم يا عزيز يا كريم يا رحمن يا رحيم يا منعم يا متفضل يا من لا إله إلا هو يا حي يا قيوم أفض علينا سرا من أسرارك يزيدنا تولها إليك واستغراقا في محبتك ولطفا شاملا جليا وخفيا وارزقنا طيبا هنيئا ومريا وقوة في الإيمان واليقين والصلابة في الحق والدين وعزاً بك يدوم ويتخلد وشرفاً يبقى ويتأبد,
لا يخالط تكبرا ولا عتوّا ولا إرادة فساد في الأرض ولا علوّا
((اطمس اللهم)) جمرة الأنانية من أنفسنا بسيل سحاب التقوى وخلص أوهامنا من خيال الحول والقوة والغرور والدعوى وألزمنا كلمة التقوى واجعلنا أهلها وأعذنا من المخالفات بواقية شرعتك واجعلنا محلها عرفنا حدّ البشرية بلطيف إحسانك ونزه قلوبنا من الغفلة عنك بمحض كرمك وامتنانك واسترنا بين عبادك بخاصة رحمتك وأنشر علينا رداء منتك بخالص عنايتك ونعمتك ((قنا اللهم)) عذاب النار وفضيحة العار واكتبنا مع المصطفين الأخيار أيدنا بقدرتك التي لا تغلب وسربلنا بوهب إحسانك الذي لا يسلب((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ))(( رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)).لا قدرة لمخلوق مع قدرتك ولا فعل لمصنوع دون مشيئتك ترزق من تشاء وأنت على كل شيء قدير . آمنا بك إيمان عبد أنزل بك الحاجات وتوكل عليك ملتجئا لحولك وقوتك وقوي سلطانك في الحركات والسكنات إذعانا وتيقنا وعلما وتحققا بأن غيرك لا يضر ولا ينفع ولا يصل ولا يقطع وأنت الضار النافع المعطي المانع(( إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)) ((اللهم)) أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعل علينا متشابها فنتبع الهوى ((اللهم)) إنا نعوذ بك أن نموت في طلب الدنيا ((أسألك اللهم)) بالنور اللامع والقمر الساطع . والبدر الطالع . والفيض الهامع . والمدد الواسع . نقطة مركز الباء الدائرة الأولية . وسر أسرار الألف القطبانية واسطة الكل في مقام الجمع ووسيلة الجميع في تجلي الفرق . جوهرة خزانة قدرتك . وعروس ممالك حضرتك . مسجد محراب الوصول . سيف الحق المسلول . دائرة كواكب التجليات . وقطب أفلاك التدليات . وجولة تيار أمواج بحر القدرة القاهرة . لمعة بارقة أنوار الذات المقدسة الباهرة . فسحة ميدان باذخ مقر كرسي النهي والأمر . رابطة طول حول عرش التصرف في السر والجهر مقام تلقي(( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ))سلطان سرير
( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ{3})
((اشرح اللهم)) صدورنا بالهداية كما شرحت صدره ويسر بمزيد عوارف جودك أمورنا كما يسرت أمره واجعلنا ممن يعرف قدر العافية ويشكرك عليها ويرضى بك كفيلا لتكون له وكيلا ((تولّ اللهم)) أمورنا بذاتك ولا تكلنا إلى أنفسنا ولا لأحد من خلقك طرفة عين ولا أقل من ذلك وكن لنا في كل مقام عونا وواقيا وناصرا وحاميا ((أرضنا اللهم)) فيما ترضى والطف بنا فيما ينزل من القضا أغننا بالافتقار إليك ولا تفقرنا بالاستغفار عنك زين سماء قلوبنا بنجوم محبتك أستهلك أفعالنا في فِعلك واستغرق تقصيرنا في طَولك ((صحح اللهم)) فيك مرامنا ولا تجعل في غير اهتمامنا جئناك بذنوبنا وتجردنا من أعذارنا فسامحنا وأغفر لنا ((جمل اللهم)) أفئدتنا بسائغ شراب عنايتك وحسن أجسامنا ببرد عافيتك وأردية هيبتك وكرامتك
((اكفنا اللهم ))شر الحاسدين والمعادين وانصرنا عليهم بنصرك وتأييد ياقوي يا معين ((اللهم)) من أرادنا بسوء فأجعل دائرة السَوء عليه
((اِرم اللهم)) نحره في كيده وكيده في نحره حتى يذبح نفسه بيديه اضرب علينا سرادق الوقاية والرعاية وأحطنا بعساكر الأمن والصون والكفاية رد بسهم قهرك من آذانا وأيد بمكين جبروتك مقامنا وحِمانا ((رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ)) وألحقنا بالصالحين ((بارك اللهم)) لنا في أرزاقنا وأوقاتنا وأجعل على طريق مرضاتك انقلاب حياتنا ومماتنا لاحظنا بعين المحبة التي لا تبقي لمنظورها ذنبا إلا وتشمله بالغفران ولا تشهد عيبا إلا وتحفه بالستر وإصلاح الشأن ((عطف اللهم)) علينا قلوب أوليائك وأحبابك
((واكتبنا اللهم)) في دفتر محبوبيكَ وأهل اقترابك ((تجاوز اللهم)) عن سيئاتنا كرما وحلما وأتنا من لدنك بسابقة فضلك علما ((هيئ اللهم)) لنا آمالنا على ما يرضيك بغير تعب ولا نصب واكفنا هم زماننا وصروف بدعه ونوائبه بلا سعي ولا سبب أقم لنا بك عزا تهابه النوائب ومجدا تتباعد عن أريكته المصائب وشرفا رفيعا تنقطع عنه أطنبة المتاعب وكرامة لا يمسها الزيغ والبهتان وقدرة لا يشوبها الظلم والعدوان ونورا لم تمسه نار الدعوى والغرور وسرا لم تحط به غوائل الوساوس والشرور
((أثبتنا اللهم)) في ديوان الصديقين وأيدنا بما أيدت به عبادك المقربين وأكرمنا بالثبات على قَدَم عبدك ونبيك سيدنا محمد بن عبد الله سيد المرسلين ((وصلِّ اللهم)) عليه وعلى أله وأصحابه الطيبين الطاهرين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد الله رب العالمين ,ثم تقرأ الفاتحة ثلاثا ولا إله إلا الله عشر مرات والصلاة على النبي


(( قال مولانا السيد إبراهيم الأعزب في شأن هذه التحفة )) علمني جدي وسيدي شيخ الطوائف أمام كل قطب وقائد كل عارف أبو العلمين تاج الرجال السيد أحمد الكبير الرفاعي الحسيني




