طبقات الأولياء : الملامتية ـ الفقراء ـ الصوفية ـ العباد
التصوف بكل لغات العالم :
في ذكر من لم يحصرهم عدد منهم رضي الله عنهم
(قال سيدي محيي الدين رضي الله عنه: وقد ذكرنا من الرجال المحصورين في كل زمان في عدد ما الذين لا يخلو الزمان عنهم ما ذكرناه في هذا الباب فلنذكر من رجال الله الذين لا يختصون بعدد خاص يثبت لهم في كل زمان بل يزيدون وينقصون.
1- (فمنهم رضي الله عنهم: الملامتية)
وقد يقولون الملامية، وهم سادات أهل طريق الله وأئمتهم، وسيد العالم فيهم ومنهم، وهو سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الحكماء الذين وضعوا الأمور مواضعها وأحكموها وأقروا الأسباب في أماكنها ونفوها في المواضع التي ينبغي أن تنتفي عنها، ولا أخلو بشيء مما رتبه الله في خلقه على حسب ما رتبوه، فما تقتضتيه الدار الأولى تركوه للدار الأولى وما تقتضيه الدار الآخرة تركوه للدار الآخرة، فنظروا في الأشياء بالعين التي نظر الله إليها، لم يخلطوا بين الحقائق فالملامية مجهولة أقدارهم لا يفرقهم إلا سيدهم الذي حباهم وخصهم بهذا المقام، ولا عدد يحصرهم بل يزيدون وينقصون.
2- (ومنهم رضي الله عنهم: الفقراء)
ولا عدد يحصرهم أيضاً بل يكثرون ويقلون. قال تعالى تشريفاً لجميع الموجودات وشهادة له: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله} قال أبو يزيد: يا رب.. بماذا أتقرب إليك؟ قال: بما ليس لي، الذلة والافتقار، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} أي ليذلوا.
3- (ومنهم رضي الله عنهم: الصوفية)
ولا عدد يحصرهم بل يكثرون ويقلون وهم أهل مكارم الأخلاق، يقال من زاد عليك في الأخلاق زاد عليك في التصوف مقامهم الاجتماع على قلب واحد أسقطوا الياءات الثلاثة. فلا يقولون لي ولا عندي ولا متاعي أي لا يضيفون إلى أنفسهم شيئاً أي لا ملك لهم دون خلق الله، فهم فيما أيديهم على السواء مع جميع ما سوى الله مع تقرير ما بأيدي الخلق للخلق لا يطلبونهم بهذا المقام وهذه الطبقة هي التي يظهر عليهم خرق العوائد عن اختيار واحد منهم ليقيموا الدلالة على التصديق بالدين وصحته في مواضع الضرورة. وقد عاينا مثل هذا امن هذه الطائفة ومنهم من يفعل ذلك لكونه صار عادة لهم كسائر الأمور المعتادة عند أهلها فما هي في حقهم خرق عادة فيمشون على الماء وفي الهواء كما نمشي نحن وكل دابة على الأرض.
4- (ومنهم رضي الله عنهم: العباد)
وهم أهل الفرائض خاصة قال تعالى مُثنياً عليهم {وكانوا لنا عابدين} ولم يكونوا يؤدون سوى الفرائض، ومن هؤلاء المنقطعون بالجبال والشعاب والسواحل وبطون الأودية ويسمون السُّياح ومنهم من يلازم بيته وصلاة الجماعات ويشتغل بنفسه، ومنهم صاحب سبب. ومنهم تارك السبب وهم صلحاء الظاهر والباطن، وقد عصموا من الغل والحسد، والحرص والطمع والشره المذموم، وصرفوا كل هذه الأوصاف إلى الجهات المحمودة، ولا رائحة عندهم من المعارف الإلهية، والأسرار، ومطالعة الملكوت، والفهم عن الله تعالى في آياته حين تتلى، غير أن الثواب لهم مشهود، والقيامة وأهوالها والجنةوالنار لهما مشهودتان، دموعهم في محاريبهم. {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً}- {وتضرعاً وخيفة} - {إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً، وإذامروا باللغو مروا كراماً والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً} شغلهم هولُ المعاد عن الرقاد. وضمروا بطونهم بالصيام للسباق في حلبة النجاة {إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يتقروا وكان بين ذلك قواماً} ليسوا من أهل الإثم والباطل في شيء عُمال، وأي عمال، عاملوا الحق بالتعظيم والإجلال.
كان أبومسلم الخولاني رحمه الله من أكابرهم كان يقوم الليل فإذا أدركه العياء ضرب رجليه بقضبان كانت عنده ويقول لرجليه أنتما أحق بالضرب من دابتي. أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يفوزوا بمحمد صلى الله عليه وسلم دوننا والله لنزاحمنهم عليه حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجال. قال سيدي محيي الدين رضي الله عنه لقينا منهم جماعة كثيرة ذكرناهم في كتابنا ورأينا من أحوالهم ما تضيق الكتب عنها.
في ذكر من لم يحصرهم عدد منهم رضي الله عنهم
(قال سيدي محيي الدين رضي الله عنه: وقد ذكرنا من الرجال المحصورين في كل زمان في عدد ما الذين لا يخلو الزمان عنهم ما ذكرناه في هذا الباب فلنذكر من رجال الله الذين لا يختصون بعدد خاص يثبت لهم في كل زمان بل يزيدون وينقصون.
1- (فمنهم رضي الله عنهم: الملامتية)
وقد يقولون الملامية، وهم سادات أهل طريق الله وأئمتهم، وسيد العالم فيهم ومنهم، وهو سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الحكماء الذين وضعوا الأمور مواضعها وأحكموها وأقروا الأسباب في أماكنها ونفوها في المواضع التي ينبغي أن تنتفي عنها، ولا أخلو بشيء مما رتبه الله في خلقه على حسب ما رتبوه، فما تقتضتيه الدار الأولى تركوه للدار الأولى وما تقتضيه الدار الآخرة تركوه للدار الآخرة، فنظروا في الأشياء بالعين التي نظر الله إليها، لم يخلطوا بين الحقائق فالملامية مجهولة أقدارهم لا يفرقهم إلا سيدهم الذي حباهم وخصهم بهذا المقام، ولا عدد يحصرهم بل يزيدون وينقصون.
2- (ومنهم رضي الله عنهم: الفقراء)
ولا عدد يحصرهم أيضاً بل يكثرون ويقلون. قال تعالى تشريفاً لجميع الموجودات وشهادة له: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله} قال أبو يزيد: يا رب.. بماذا أتقرب إليك؟ قال: بما ليس لي، الذلة والافتقار، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} أي ليذلوا.
3- (ومنهم رضي الله عنهم: الصوفية)
ولا عدد يحصرهم بل يكثرون ويقلون وهم أهل مكارم الأخلاق، يقال من زاد عليك في الأخلاق زاد عليك في التصوف مقامهم الاجتماع على قلب واحد أسقطوا الياءات الثلاثة. فلا يقولون لي ولا عندي ولا متاعي أي لا يضيفون إلى أنفسهم شيئاً أي لا ملك لهم دون خلق الله، فهم فيما أيديهم على السواء مع جميع ما سوى الله مع تقرير ما بأيدي الخلق للخلق لا يطلبونهم بهذا المقام وهذه الطبقة هي التي يظهر عليهم خرق العوائد عن اختيار واحد منهم ليقيموا الدلالة على التصديق بالدين وصحته في مواضع الضرورة. وقد عاينا مثل هذا امن هذه الطائفة ومنهم من يفعل ذلك لكونه صار عادة لهم كسائر الأمور المعتادة عند أهلها فما هي في حقهم خرق عادة فيمشون على الماء وفي الهواء كما نمشي نحن وكل دابة على الأرض.
4- (ومنهم رضي الله عنهم: العباد)
وهم أهل الفرائض خاصة قال تعالى مُثنياً عليهم {وكانوا لنا عابدين} ولم يكونوا يؤدون سوى الفرائض، ومن هؤلاء المنقطعون بالجبال والشعاب والسواحل وبطون الأودية ويسمون السُّياح ومنهم من يلازم بيته وصلاة الجماعات ويشتغل بنفسه، ومنهم صاحب سبب. ومنهم تارك السبب وهم صلحاء الظاهر والباطن، وقد عصموا من الغل والحسد، والحرص والطمع والشره المذموم، وصرفوا كل هذه الأوصاف إلى الجهات المحمودة، ولا رائحة عندهم من المعارف الإلهية، والأسرار، ومطالعة الملكوت، والفهم عن الله تعالى في آياته حين تتلى، غير أن الثواب لهم مشهود، والقيامة وأهوالها والجنةوالنار لهما مشهودتان، دموعهم في محاريبهم. {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً}- {وتضرعاً وخيفة} - {إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً، وإذامروا باللغو مروا كراماً والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً} شغلهم هولُ المعاد عن الرقاد. وضمروا بطونهم بالصيام للسباق في حلبة النجاة {إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يتقروا وكان بين ذلك قواماً} ليسوا من أهل الإثم والباطل في شيء عُمال، وأي عمال، عاملوا الحق بالتعظيم والإجلال.
كان أبومسلم الخولاني رحمه الله من أكابرهم كان يقوم الليل فإذا أدركه العياء ضرب رجليه بقضبان كانت عنده ويقول لرجليه أنتما أحق بالضرب من دابتي. أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يفوزوا بمحمد صلى الله عليه وسلم دوننا والله لنزاحمنهم عليه حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجال. قال سيدي محيي الدين رضي الله عنه لقينا منهم جماعة كثيرة ذكرناهم في كتابنا ورأينا من أحوالهم ما تضيق الكتب عنها.