البرهان المؤيد للرفاعي : حذار من الدنيا
التصوف بكل لغات العالم :
حذار من الدنيا
قال أمير المؤمنين علي رضوان الله عليه وسلامه
دنيا تخادعني كأني ... لست أعرف حالها
ذم الإله حرامها ... وأنا اجتنبت حلالها
بسطت إلي يمينها ... فكففتها وشمالها
ورأيتها محتاجة ... فوهبت جملتها لها
قال العارفون الزهد قصر الأمل ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء من زهد في الدنيا وكل الله به ملكا يغرس الحكمة في قلبه
قال الله تعالى تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين
والعاقبة للتقوى كل الخير جعله الله في بيت وجعل مفتاحه التقوى قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة
أي سادة أحذركم الدنيا وأحذركم رؤية الأغيار الأمر صعب والناقد بصير إياكم وهذه البطالات إياكم وهذه الغفلات إياكم والعوالم إياكم والمحدثات اطلبوا الكل بترك الكل من ترك الكل نال الكل من أراد الكل فاته الكل
كل ما أنتم عليه من الطلب لا يصلحه إلا تركه والوقوف وراءه وحدوا المطلوب تندرج تحت وحيدكم كل المطالب من حصل له الله حصل له كل شيء ومن فاته الله فاته كل شيء بالله عليكم هذه المعرفة تمر هيهات هيهات من خرج عن نفسه وغيره وصفع أبهة طبعة تخلص من قيد الجهل
ليس الأمر كما تظنون جبة صوف وتاج وثوب قصير جبة حزن وتاج صدق وثوب توكل
وقد عرفتم العارف لا يخلو ظاهره من بوارق الشريعة وباطنه من نيران المحبة يقف مع الأمر ولا ينحرف عن الطريق وقلبه يتقلب على جمر الوجد وجده إيمان ووقوفه إذعان
الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
هكذا أخبر الصادق المصدوق ألزمنا الإحسان أن نقف أمامه وقوف من يراه وهو لا تخفى عليه خافية علم وأمر وإرادة وبعدها الإمكان وبعد الإمكان التكوين وبعده التكليف وبعده الفصل أو الوصل
صدق العبودية أن يسلم العبد لسيده الفقير إذا انتصر لنفسه تعب وإذا سلم الأمر لمولاه نصره من غير عشيرة ولا أهل