سيدى احمد البدوي.. تراثه وآثاره



التصوف بكل لغات العالم : 

لم يترك السيد البدوي مؤلفات أو كتب مدونة. فلم يذكر المناوي شيئا من شعر البدوي ولكنه قال: ينسب إليه شعر، وهو على كثرته ملحون، وقد نسب إليه عبد الصمد زين الدين أشعارا عديدة بكتابه الجواهر قال عنها أنها منسوبة بعضها إليه بلسان الحال والآخر بلسان المقال. «ولأن معظمها من الشعر الضعيف الذي لا نستطيع أن ننسبه إلى حال أو مقال فإننا نشك في نسبتها لسيدي أحمد البدوي».

ويتمثل تراثه الأدبي في وصاياه لتلميذه عبد العال وهي وصايا عامة من أستاذ لتلميذه وتنسب إليه أيضا صلاتان وحزبان([48]) حقيقة أنه لم يكن لسيدي أحمد البدوي تراث فكري كبير.. ولكن أجمل أثر تركه هو الهداية.. فقد أخذ السيد البدوي العهد على مريدين كثيرين هداهم إلى طريق النور. وبايعوه على التوبة والعمل الصالح والعمل بكتاب الله وسنة رسوله.. وهذا أعظم أثر يتركه شيخ في نفوس مريديه.

طنطا.. ومولد سيدي أحمد البدوي
يعتبر مولد سيدي أحمد البدوي أكبر موالد مصر قاطبة([49]) ولقد زاد في

شهرة طنطا مقام سيدي أحمد البدوي بها حيث شيد هناك أكبر مساجدها الذي يقول عنه علي باشا مبارك في خططه: «إنه لا يفوقه في التنظيم وحسن الوضع والعمارة من المساجد إلا قليل»([50]).

ولقد كان (لمقام السيد البدوي تأثير شديد جدا في ربط الأقاليم المصرية بعضها ببعض: فقد كان كثيرا من أهل الصعيد لا يرون القاهرة ولا يعرفون شيئا عن مصر الشمالية إلا بمناسبة مولد السيد البدوي) ([51]).

ولقد ترتب على وجود مقام سيدي أحمد البدوي بطنطا إقامة صندوق النذور بمسجده.. وحصيلة هذا الصندوق يأخذ بعضها خلفاء طريقته والبعض الآخر يصرف على توسعة وإصلاح المسجد ثم ترتب على ذلك أيضا تلك الأوقاف الضخمة التي أوقفت باسم السيد أحمد البدوي.