حال الميت عند نزوله قبره وسؤال الملائكة له وما يفسح له في قبره أو يضيق عليه



التصوف بكل لغات العالم : 
في ذكر حال الميت عند نزوله قبره وسؤال الملائكة له وما يفسح له في قبره أو يضيق عليه وما يرى من منزله في الجنة أو النار 
قال الله تعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء } 
وخرجا في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه [ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } نزلت في عذاب القبر ] 
زاد مسلم [ يقال له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ونبي محمد فذلك قوله سبحانه وتعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } ] 
في رواية للبخاري قال [ إذا أقعد العبد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } ] 
وخرج الطبراني من حديث البراء بن عازب [ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يقال للكافر من ربك فيقول لا أدري فهو تلك الساعة أصم أعمى أبكم فيضرب بمرزبة لو ضرب بها جبل صار ترابا فيسمعها كل شيء غير الثقلين 
قال : وقرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء } ] 
وخرج أبو داود من حديث المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ إنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ] 
وفي رواية له قال : [ ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان : ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولانك له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقولك هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقولان : له وما يدريك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ] 
وفي رواية له [ فذلك قوله عز و جل { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } الآية 
قال : فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة وألبسوه من الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره 
قال : وذكر الكافر قال : وتعاد روحه إلى جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان : له من ربك فيقول : هاه هاه لا أدري فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار قال فيأتيه من حرها وسمومها قال ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ] 
وفي رواية له [ ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا قال فيضربه ضربه يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا قال ثم تعاد فيه الروح ] 
وخرجه النسائي و ابن ماجه مختصرا وخرجه الإمام أحمد بسياق مطول و الحاكم وقال على شرط الشيخين 
وفي رواية للإمام أحمد [ ثم يقيض له أعمى أبكم أصم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربه فيصير ترابا ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربه أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين ] 
قال البراء بن عازب : [ ثم يفتح له باب إلى النار ويمهد له من فرش النار ] 
كذا خرجه من رواية يونس بن خباب عن المنهال بن عمرو 
وخرجه ابن منده من هذا الوجه أيضا وزاد في حديثه [ لو اجتمع عليها الثقلان ليقلبوها لم يستطيعوا فيضربه بها ضربة يصير ترابا وتعاد فيه الروح فيضربه بين عينيه ضربة فيسمعها من على الأرض ليس الثقلين فينادي مناد أن افرشوا له لوحين من نار وافتحوا له بابا إلى النار ] 
وخرجه أيضا من طريق عيسى بن المسيب عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب [ عن النبي صلى الله عليه و سلم وقال فيه في حق المؤمن فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويفحصان الأرض بأشعارهما فيجلسانه ] 
وذكر في الكافر مثل ذلك وزاد فيه [ أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف 
وقال فيضربانه بمرزبة من حديد لو اجتمع عليهما ما بين الخافقين لم يقدروا على قلبها ] 
وخرجاه في الصحيحين من حديث قتادة عن أنس [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن العبد إذا وضع في قبره وتولى أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه الملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه و سلم فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله صلى الله عليه و سلم فيقال له أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال فيراهما جميعا ] 
قال قتادة : وذكر لنا أنه يفسح له في قبره مد بصرة ثم رجع إلى حديث أنس قال [ وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربه فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين ] 
وخرجه أبو داود بزيادات أخر منها : [ إن المؤمن يقال له : ما كنت تعبد فإن الله هداه قال كنت أعبد الله فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيء غيرها ] 
وزاد فيه أيضا [ فيقول دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له اسكن وذكرفي الكافر أنه يسأل عما كان يعبد ثم عن هذا الرجل ] 
وخرجا في الصحيحين من حديث أسماء بنت أبي بكر [ أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في خطبته يوم كسفت الشمس : ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة المسيح الدجال يؤتى أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال له نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا وأما المنافق والمرتاب فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ]