من كرامات سيدى احمد البدوى بعد انتقاله وكراماته لمن يحضر مولده فى طنطا



التصوف بكل لغات العالم : 
وكان رضي الله عنه من أجناد السلطان محمد بن قلاوون وعمامته وثوبه وقوسه وجبته وسفه معلقات في ضريحه بنفيا رضي الله عنه قلت وسبب حضوري مولده كل سنة أن شيخي العارف بالله تعالى محمد الشناوي رضي الله عنه أحد أعيان بيته رحمه الله قد كان أخذ عليَّ العهد في القبة تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه وسلمني إليه بيده فخرجت إليه اليد الشريفة من الضريح وقبضت على يدي وقال سيدي يكون خاطرك عليه واجعله تحت نظرك فسمعت سيدي أحمد رضي الله عنه من القبر يقول نعم. ثم إني رأيته بمصر مرة أخرى هو وسيدي عبدالعال. وهو يقول زرنا بطنطا ونحن نطبخ لك ملوخية ضيافتك فسافرت فأضاني غالب أهلها وجماعة المقام ذلك اليوم كلهم بطبيخ الملوخية ثم رأيته بعد ذلك وقد أوقفني جسر قحافة تجاه طنطا فوجدته سوراً محيطاً وقال قف هنا أدخل عليَّ من شئت وامنع من شئت ولما دخلت بزوجتي فاطمة أم عبدالرحمن وهي بكر مكثت خمسة شهور لم أقرب منها فجاءني وأخذني وهي معي وفرش لي فرشاً فوق ركن القبة التي على يسار الداخل وطبخ لي حلوى ودعا الأحياء والأموات إليه وقال أزل بكارتها هنا فكان الأمر تلك الليلة وتخلفت عن ميعاد حضوري للمولد سنة ثمان وأربعين وتسعمائة وكان هناك بعض الأولياء فأخبرني أن سيدي أحمد رضي الله عنه كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح ويقول ابطأ عبدالوهاب ما جاء.
وأوردت التخلف سنة من السنين فرأيت سيدي أحمد رضي الله عنه ومعه جريدة خضراء وهو يدعو الناس من سائر الأقطار والناس فقال الوجع لا يمنع المحب؟ ثم أراني خلقاً كثيراً من الأولياء وغيرهم الأحياء والأموات من الشيوخ والزمني بأكفانهم يمشون ويزحفون معه يحضرون المولد ثم أراني جماعة من الأسرى جاءوا من بلاد الافرنج مقيدين مغلولين يزحفون علي مقاعدهم فقال انظر إلى هؤلاء في هذا الحال ولا يتخلفون فقوي عزمي على الحضور فقلت له إن شاء الله تعالى نحضر فقال لا بد من الترسيم عليك فرسم علي سَبعين عَظيمين أسودين كالأفيال وقال لا تفارقاه حتى تحضرا به فأخبرت بذلك سيدي الشيخ محمد الشناوي رضي الله عنه فقال سائر الأولياء يدعون الناس بقصادهم وسيدي أحمد رضي الله يدعو الناس بنفسه الى الحضور ثم قال إن سيدي الشيخ محمد السروي رضي الله عنه شيخي تخلف سنة عن الحضور فعاتبه سيدي أحمد رضي الله عنه وقال موضع يحضر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليهم الصلاة والسلام معه وأصحابهم والأولياء رضي الله عنهم ما تحضره فخرج الشيخ محمد رضي الله عنه إلى المولد فوجد الناس راجعين وفات الاجتماع فكان يلمس ثيابهم ويمر بها على وجهه انتهى. وقد اجتمعت مرة أنا وأخي أبوالعباس الحريثي رحمه الله تعالى بولي من أولياء الهند بمصر المحروسة. فقال رضي الله عنه ضيفوني فإني غريب وكان معه عشرة أنفس فصنعت له فطيراً وعسلاً فأكل فقلت له من أي البلاد فقال من الهند فقلت ما حاجتك في مصر فقال حضرنا مولد سيدي أحمد رضي الله عنه فقلت له متى خرجت من الهند فقال خرجنا يوم الثلاثاء فنمنا ليلة الأربعاء عند سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وليلة الخميس عند الشيخ عبدالقادر رضي الله عنه ببغداد وليلة الجمعة عند سيدي أحمد رضي الله عنه بطنطا. فتعجبنا من ذلك.
فقال الدنيا كلها خطوة عند أولياء الله تعالى عز وجل واجتمعنا به يوم السبت انفضاض المولد طلعت الشمس فقلنا لهم من عرفكم بسيدي أحمد رضي الله عنه في بلاد الهند فقالوا يالله العجب أطفالنا الصغار لا يحلفون إلاببركة سيدي أحمد رضي الله عنه بطنطا. فتعجبنا ذلك. فقال الدنيا كلها خطوة عند أولياء الله تعالى عز وجل واجتمعنا به يوم السبت انفضاض المود طلعت الشمس فقلنا لهم من عرفكم بسيدي أحمد رضي الله عنه في بلاد الهند فقالوا يالله العجب أطفالنا الصغار لا يحلفون إلا ببركة سيدي أحمد رضي الله عنه وهو من أعظم إيمانهم وهل أحد يجهل سيدي أحمد رضي الله عنه، إن أولياء ما وراء البحر المحيط وسائر البلاد والجبال يحضرون مولده رضي الله عنه وأخبرني شيخنا الشيخ محمد الشناوي رضي الله عنه أن شخصاً أنكر حضور مولده فسلب الإيمان فلم يكن فيه شعرة تحن إلى دين الإسلام فاستغاث بسدي أحمد رضي الله عنه فقال بشرط أن لا تعود فقال نعم، فرد عليه ثوب إيمانه. ثم قال له وماذا تنكر علينا قال اختلاط الرجال والنساء فقال له سيدي أحمد رضي الله عنه ذلك واقع في الطواف ولم يمنع أحد منه ثم قال وعزة ربي: ما عصى أحد في مولدي إلا وتاب وحسنت توبته.
وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك في البحار وأحميهم من بعضهم بعضاً أفيعجزني الله عز وجل عن حماية من يحضر مولدي؟ وحكى لي شيخنا أيضاً أن سيدي الشيخ أبا الغيث ابن كتيلة أحد العلماء بالمحلة الكبرى وأحد الصالحين بها كان بمصر فجاء إلى بولاق فوجد الناس مهتمين بأمر المولد والنزول في المراكب فأنكر ذلك وقال هيهات أن يكون اهتمام هؤلاء بزيارة نبيهم صلى الله عليه وسلم مثل اهتمامهم بأحمد البدوي فقال له شخص سيدي أحمد ولي عظيم فقال ثم في هذا المجلس من هو أعلى منه مقاماً، فعزم عليه شخص فأطعمه سمكاً، فدخلت حلقه شوكة، تصلبت فلم يقدر على نزولها بدهن عطاس ولا بحيلة من الحيل، وورمت رقبته حتى صارت كخلبة النحل، تسعة شهور، وهو لا يلتذذ بطعام ولا شراب ولا منام، وأنساه الله تعالى السبب، فبعد التسعة شهور ذكره الله بالسبب، فقال احملوني إلى قبة سيدي أحمد رضي الله عنه، فأدخلوه فشرع يقرأ سورة يس فعطس عطسة شديدة فخرجت الشوكة مغمسة دماً، فقال تبت إلى الله تعالى يا سيدي أحمد وذهب الوجع والورم من ساعته وأنكر ابن الشيخ خليفة بناحية إبيار بالغربية، حضور أهل بلده إلى المولد، فوعظه شيخنا الشيخ محمد الشناوي فلم يرجع فاشتكاه لسيدي أحمد فقال ستطلع له حبة ترعى فمه ولسانه فطلعت من يومه ذلك وأتلفت وجهه ومات بها. ووقع ابن اللبان في حق سيدي أحمد رضي الله عنه فسلب القرآن والعلم والإيمان فلم يزل يستغيث بالأولياء فلم يقدر أحد أن يدخل في أمره فدلوه على سيدي ياقوت العرشي فمضى إلى سيدي أحمد رضي الله عنه وكلمه في القبر وأجابه وقال له: أنت أبو الفتيان رد على هذا المسكين رسماله فقال بشرط التوبة فتاب ورد عليه رسماله وهذا كان سبب اعتقاد ابن اللبان في سيدي ياقوت رضي الله عنه وقد زوجه سيدي ياقوت ابنته ودفن تحت رجليها بالقرافة رحمه الله تعالى. ووقعة ابن دقيق العيد وامتحانه لسيدي أحمد رضي الله عنه مشهورة.
وهو أن الشيخ تقي الدين أرسل إلى سيدي عبدالعزيز الديريني رضي الله عنه. قال له امحن لي هذا الرجل الذي اشتغل الناس بأمره عن هذه المسائل فإن أجابك عنها فهو ولي الله تعالى فمضى إليه سيدي عبدالعزيز وسأله عنها فأجاب عنها بأحسن جواب. وقال هذا الجواب مسطر في كتاب الشجرة فوجدوه في الكتاب كما قال وكان سيدي عبدالعزيز إذا سئل عن سيدي أحمد رضي الله عنه يقول هو بحر لا يدرك قرار. وأخباره ومجيئه بالأسرى من بلاد الأفرنج، وإغاثة الناس من قطاع الطريق. وحيلولته بينهم، وبينهم وبين من استنجد به، لا تحويها الدفاتر رضي الله عنه قلت وقد شاهدت أنا بعيني سنة خمس وأربعين وتسعمائة أسيراً على منارة سيدي عبدالعال رضي الله عنه مقيداً مغلولاً وهو مخبط العقل فسألته عن ذلك فقال بينما أنا في بلاد الأفرنج آخر الليل توجهت إلى سيدي أحمد فإذا أنا به فأخذني وطار بي في الهواء فوضعني هنا فمكثت يومين ورأسه دائر عليه من شدة الخطفة رضي الله عنه.