من اقوال سيدى عبد القادر الجيلاني لمريديه



التصوف بكل لغات العالم : 
وكان رضي الله عنه يقول إفن عن الخلق بحكم الله تعالى. وعن هواك بأمر الله، وكان رضي الله عنه يقول إشراك الخواص أن يشركوا إرادتهم بإرادة الحق على وجه السهو والنسيان وغلبة الحال والدهشة، فيتداركهم الله باليقظة والتذكير فيرجعوا عن ذلك، ويستغفروا ربهم، إذ لا معصوم من هذه الإرادة إلا الملائكة. كما عصم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبقية الخلق من الجن والإنس المكلفين لم يعصموا منها غير أن الأولياء يحفظون عن الهوى والأبدال عن الإرادة، وكان رضي الله عنه يقول اخرج عن نفسك وتنح عنها، وانعزل عن ملكك وسلم الكل إلى مولاك وكن بوابه على باب قلبك فأدخل ما يأمرك بإدخاله وأخرج ما يأمرك بإخراجه، ولا تدخل الهوى قلبك فتهلك. وكان رضي الله عنه يقول احذر ولا تركن وخف ولا تأمن وفتش ولا تغفل فتطمئن ولا تضف إلى نفسك حالاً ولا مقالاً ولا تدع شيئاً من ذلك ولا تخبر أحداً به. فإن الله تعالى {كل يوم هو في شأن} في تغيير وتبديل يحول بين المرء وقلبه فيزلك عما أخبرت به ويعزلك عما تخيلت ثباته فتخجل عند من أخبرته بذلك. بل احفظ ذلك ولا تعده إلى غيرك فإن كان الثبات والبقاء فتعلم أنه موهبة فتشكر واسأل الله التوفيق، وإن كان غير ذلك كان فيه زيادة علم ومعرفة ونور وتيقظ وتأديب. قال الله تعالى {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} وكان رضي الله عنه يقول إذا أقامك الله تعالى في حالة فلا تختر غيرها أعلى منها أو أدنى منها، قلت أما طلب الأدني فظاهر لا ستبداله الأدنى بالذي هو خير منه. وأما في الأعلى فلما يطرق الطالب للعلو من الهوى والإ دلال. فالنهي في كلام الشيخ رضي الله عنه لمن لم يخرج عن هوى نفسه. أما من خرج عن ذلك فله السؤال في مراتب الترقي عبودية محضة والله أعلم.