الإنسان الكامل في التحقق بالفقر والغنى
التصوف بكل لغات العالم :
الإنسان الكامل في التحقق بالفقر والغنى :
للإنسان وجهان إذا كان كاملاً , وجه افتقار إلى الله ووجه غني عن العالم , فيستقبل العالم بالغنى عنه , ويستقبل ربه بالافتقار إليه , وأما الإنسان الحيوان الذي لا معرفة له بربه , فهو فقير إلى العالم أبداً , فمن ذاق طعم الغنى عن العالم – وهو يراه عالماً – فإنه محجوب عن المقام الأرفع في حقه , لأن العالم مشهود له , ولهذا اتصف بالغنى عنه , فلو كان الحق مشهوده – وهو ناظر إلى العالم – لاتصف بالفقر إلى الله , وحاز المقام الأعلى في حقه , وهو ملازمة الفقر إلى الله , لأن في ذلك ملازمة ربه عز وجل .
ومع ذلك الكامل يحزن , من جهة مَنْ كلَّفه الله النظر في تحصيل ما يقوم بهم وبقوتهم من أهله , وما يهتم بذلك إلا متشرع أديب , عانق الأدب وعرف قدر ما شرع له من ذلك , فإن طريق الأدباء طريق خفية لا يشعر بها إلا الراسخون في العلم , المحققون بحقائق الفهم عن الله , فكما أن الله ليس بغافل عما يحتاج إليه عباده , كذلك أهل الله لا يغفلون عما قال لهم الحق احضروا معه ولا تغفلوا عنه , فترى الكامل حريصاً على طلب مؤنة أهله , فيتخيل المحجوب أن ذلك الحرص منه لضعف يقينه , وكذلك في ادخاره , وليس ذلك منه إلا ليوفي الأدب حقه مع الله فيما حد له من الوقوف عنده .
الإنسان الكامل في التحقق بالفقر والغنى :
للإنسان وجهان إذا كان كاملاً , وجه افتقار إلى الله ووجه غني عن العالم , فيستقبل العالم بالغنى عنه , ويستقبل ربه بالافتقار إليه , وأما الإنسان الحيوان الذي لا معرفة له بربه , فهو فقير إلى العالم أبداً , فمن ذاق طعم الغنى عن العالم – وهو يراه عالماً – فإنه محجوب عن المقام الأرفع في حقه , لأن العالم مشهود له , ولهذا اتصف بالغنى عنه , فلو كان الحق مشهوده – وهو ناظر إلى العالم – لاتصف بالفقر إلى الله , وحاز المقام الأعلى في حقه , وهو ملازمة الفقر إلى الله , لأن في ذلك ملازمة ربه عز وجل .
ومع ذلك الكامل يحزن , من جهة مَنْ كلَّفه الله النظر في تحصيل ما يقوم بهم وبقوتهم من أهله , وما يهتم بذلك إلا متشرع أديب , عانق الأدب وعرف قدر ما شرع له من ذلك , فإن طريق الأدباء طريق خفية لا يشعر بها إلا الراسخون في العلم , المحققون بحقائق الفهم عن الله , فكما أن الله ليس بغافل عما يحتاج إليه عباده , كذلك أهل الله لا يغفلون عما قال لهم الحق احضروا معه ولا تغفلوا عنه , فترى الكامل حريصاً على طلب مؤنة أهله , فيتخيل المحجوب أن ذلك الحرص منه لضعف يقينه , وكذلك في ادخاره , وليس ذلك منه إلا ليوفي الأدب حقه مع الله فيما حد له من الوقوف عنده .