الشيخ عدي بن مسافر رضي الله عنه يتحدث عن الشيخ عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنه



التصوف بكل لغات العالم : 
وكان الشيخ عدي بن مسافر رضي الله عنه يقول كان الشيخ عبدالقادر رضي الله عنه طريقته الذبول تحت مجاري الأقدار، بموافقة القلب والروح، واتحاد الباطن والظاهر، وانسلاخه من صفات النفس، مع الغيبة عن رؤية النفع والضرر، والقرب والبعد. وكان الشيخ بقاء بن بطو رضي الله عنه يقول كان طريق الشيخ عبدالقادر رضي الله عنه اتحاد القول والفعل والنفس والوقت، ومعانقة الإخلاص والتسليم وموافقة الكتاب والسنة في كل نفس وخطرة ووارد وحال الثبوت مع الله عز وجل وفي رواية كانت قوة الشيخ عبدالقادر رضي الله عنه في طريقه إلى ربه كقوى جميع أهل الطريق شدة ولزوما وكانت طريقته التوحيد وصفا وحكماً وحالاً، وتحقيقه الشرع ظاهراً وباطناً، ووصفه قلب فارغ وكون غائب، ومشاهدة رب حاضر بسريرة لا تتجاذبها الشكوك، وسر لاتنازعه الأغيار، وقلب لا تفارقه البقايا رضي الله عنه وكان أبو الفتح الهروي رضي الله عنه يقول خدمت الشيخ عبدالقادر رضي الله عنه أربعين سنة فكان في مدتها يصلي الصبح بوضوء العشاء وكان كلما أحدث جدد في وقته وضوءه ثم يصلي ركعتين. وكان يصلي العشاء ويدخل خلوته، ولا يمكن أحداً أن يدخلها معه، فلا يخرج منها إلا عند طلوع الفجر. ولقد أتاه الخليفة يريد الإجتماع به ليلاً، فلم يتيسر له الإجتماع إلى الفجر، قال الهروي وبت عنده ليلة فرأيته يصلي أول الليل يسيراً. ثم يذكر الله تعالى إلى أن يمضي الثلث الأول. يقول المحيط الرب الشهيد الحسيب الفعال الخلاق الخالق البارئ المصور فتتضاءل جثته مرة، وتعظم أخرى يرتفع في الهواء إلى أن يغيب عن بصري مرة. ثم يصلي قائماً على قدميه يتلو القرآن إلى أن يذهب الثلث الثاني. وكان يطيل سجوده جداً ثم يجلس متوجها مشاهداً مراقباً إلى قريب طلوع الفجر ثم يأخذ في الدعاء والابتهال والتذلل ويغشاه نور يكاد يخطف الأبصار إلى أن يغيب فيه عن النظر.
قال وكنت أسمع عنده سلام عليكم سلام عليكم وهو يرد السلام إلى أن يخرج لصلاة الفجر.