البرهان المؤيد : حالة أهل الحب تأخذ القلب فيطيش العقل
التصوف بكل لغات العالم :
الأدب مع الدين لازم
بلغني عن بعض إخواننا رجال العصر أنه يقول
عقدت بباب الدير عقدة زناري ... وقلت خذوا لي من فقيه الحمى ثاري
يريد بذلك معاني أخرى إياكم والقول بمثل هذه الأقاويل حسن الظن يلزمنا بسيدنا الشيخ ولكن أدبنا مع الدين ألزم ووقوفنا مع الحق أهم لا نعقد الزنار ولا نمر على باب الدير ونقبل يد الفقيه ورجله ونطلب منه علم ديننا ونقول طلب الشيخ مقاصد سترها بهذه الألفاظ وليته لم يطلبها ولم يسترها ويقول عوضا عما قال
حللت بباب الشرع عقدة زناري ... وطهرت بالفقه الإلهي أسراري
وما الدير والزنار إلا ضلالة ... وما الشرع إلا الباب للوصل بالباري نعم حالة أهل الحب تأخذ القلب فيطيش العقل فيتكلم اللسان كلام من جن أو خمر أو غلى دمه أو أغشى عليه فدعوا الرجل وربه وهذا يكفيه منكم
وتمسكوا بالحبل المتين الذي من تمسك به لن يضل أبدا
هذه الكلمات ومثلها من الشطحات التي تتجاوز حد
التحدث بالنعمة مثل صاحبها كمثل رجل نام في بيت الخلاء فرأى في منامه أنه جلس على سرير سلطنة فلما استيقظ خجل وعرف مكانه الله الله بالوقوف عند الحدود عضوا على سنة السيد العظيم بالنواجذ
مالي وألفاظ زيد ... ووهم عمرو وبكر
وجه الشريعة أهدى ... من سر ذاك وسري
صدق الله وكذبت بطن أخيك
أي أخي كل ما أنت فيه إن لم يكن حلالا فلا ثواب عليه وإن لم يكن مباحا فأنت مسؤول عنه وإن جئت بالحرام يتلى عليك إذا لقيت ربك ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره لا أقول لكم ضاقت عليكم السبل وأخذكم السيل ورددتم عن باب الكرم لا وحقه تعالى بل سيظهر من كرمه وإحسانه ولطفه وفضله غدا يوم القيامة ما يتطاول إليه طمع إبليس وظلمة الكافرين ولكن أقول لكم هو سبحانه
غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب
فتقربوا من باب مغفرته بالتوبة والعمل المرضي عنده وتباعدوا عن باب عقابه بترك معاصيه وخافوه خوف عالم بعظمته وقدرته وأضمروا الرجاء به رجاء موقن بكرمه وعميم إحسانه فإن رجاء المؤمن بقدر خوفه حتى لو وزنا لما زاد أحدهما عن الآخر المصير إلى الله والرجوع إليه وكل يعود إلى معدنه ويستوفي أجله وتعود عليه المسألة قال تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى
هذه الحبة التي تأكلونها نبتت بتراب مثلكم كان لهم قوة وبأس شديد ذهبوا وبانوا وكأنهم ما كانوا
هذا تراب لو تفكره الفتى ... لرأى عليه من الجباه بساطا
وكأنما ذراته لو ميزت ... صيغت لألسنة الأولى أسفاطا