قصة استشهاد سيدنا ومولانا الامام الحسين
التصوف بكل لغات العالم :
كانت إقامته رضي الله عنه بالمدينة إلى أن خرج مع أبيه إلى الكوفة، فشهد معه مشاهده، وبقي معه إلى أن قتل، ثم مع أخيه إلى أن انفصل، فرجع إلى المدينة واستمر بها حتى مات معاوية، فأخرج إليه يزيد من يأخذ بيعته فامتنع وخرج إلى مكة، وأتت إليه كتب أهل العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية، فأشار إليه ابن الزبير بالخروج، وابن عباس، وابن عمر بعدمه، فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل فأخذ بيعتهم وأرسل إليه يستقدمه، فخرج الحسين فأرسل إليه ابن عمه مسلم بن عقل فأخذ بيعتهم وأرسل إليه يستقدمه، فخرج الحسين من مكة قاصداً العراق، ولم يعلم بخروجه ابن عمر، فخرج خلفه فأدركه على ميلين من مكة، فقال ارجع فأبى فقال إني محدثك حديثاً إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وإنك بضعة منه، والله لا يليها أحد منكم، فقال إن معي حملين من كتب أهل العراق ببيعتهم، فقال ما تصنع بقول قتلوا أباك وخذلوا أخاك فأبى إلا المضي فاعتنقه وبكى وقال استودعتك الله من قتيل ثم سافر فكان ابن عمر يقول غلبنا الحسين بالخروج ولعمري لقد رأى في أخيه وأبيه عبرة وكلمه في ذلك أيضاً من وجوه الصحابة جابر بن عبدالله إني لأظنك لتقتل بين نسائك وأبنائك وبناتك كما قتل عثمان فلم يقبل فبكى وقال أقررت عين ابن الزبير فلما رجع قال لابن الزبير قد جاء ما أحببت خرج الحسين وتركك والحجاز فعلم يزيد بخروج الحسين فأرسل إلى عبيد الله بن زياد واليه على الكوفة يأمره بطلب مسلم وقتله فظفر به فقتله ولم يبلغ حسيناً ذلك حتى صار بينه وبين القادسية ثلاثة أميال ولقي الحر بن يزيد التميمي فقال له ارجع فإني لم أدع لك خلفي خيراً وأخبره بالخبر ولقي الفرزدق
فسأله فقال قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء فهم أن يرجع وكان معه أخوه مسلم فقالوا لا ترجع حتى نصيب بثأره أو نقتل فساروا وكان ابن زياد جهز أربعة آلاف وقيل عشرين ألفاً لملاقاته فوافوه بكربلاء فنزل ومعه خمسة وأربعون فارساً ونحو مائة راجل وكان أمير الجيش عمرو بن سعد بن أبي وقاص وكان ابن زياد ولاه الرأي وكتب له به أن حارب الحسين وارجع فلما التقيا وأرهقه السلاح قال له الحسين اختر مني إحدى ثلاث إما أن ألحق بثغر من الثغور أو أن أرجع إلى المدينة وإما أن أضع يدي على يد ابن معاوية فقبل ذلك عمرو منه وكتب به إلى ابن زياد فكتب إليه لا أقبل منه حتى يضع يده في يدي فامتنع الحسين فتأهبوا لقتاله وكان أكثر مقاتليه الكاتبين إليه والمبايعين له فلما أيقن أنهم قاتلوه قام في أصحابه خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال نزل من الأمر ما ترون وإن الدنيا تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها وانشمرت حتى لم يبق مها إلا كصيابة الإناء وإلا خَسيسُ عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يُتَنَاهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله عز وجل وإني لا أري الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا جرماً فقاتلوه إلا أن قتل رضي الله عنه وذلك يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق ما بين الحلة والكوفة قتله سنان بن أنس النخعي وقيل غيره وقتل يومئذ مع الحسين من أهل بيته ثلاثة وعشرون رجلاً كما قيل.
ولما قتل حزوا رأسه وأتوابه إلى ابن زياد فأرسله ومن معه من أهل بيته إلى يزيد ومنهم علي بن الحسين وعمته زينب فسر سروراً كثيراً وأوقفهم موقف السبي وأهانهم وصار يضرب الرأس الشريف بقضيب كان معه ويقول لقيت بغيك يا حسين وبالغ في الفرح ثم ندم لما مقته المسلمون على ذلك وأبغضه العالم وفي هذه القصة تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم (إن أهل بيتي سيلقون بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً وإن أشد قوم بغضاً بنو أمية وبنو مخزوم) رواه الحاكم.
وما ذكر من أن الضارب لرأس الحسين بالقضيب يزيد هو ما في طبقات المناوي لكن نقل في الصواعق أنه ابن زياد وأنه كان عنده أنس فبكى وقال كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الترمذي وغيره وروى ابن أبي الدنيا أنه كان عنده زيد بن أرقم فقال له أرفع قضيبك فو اللّه لطالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ما بين هاتين الشفتين وبكى فأغلظ له ابن زياد القول فأغلظ له زيد الجواب وكان بالمجلس رسول قيصر فقال متعجباً إن عندنا في خزانة في دير حافر حمار عيسى ونحن نحج إليه كل عام من الأقطار ونعظمه كما تعظمون كعبتكم فأشهد أنكم على باطل.
ويمكن الجمع بأن هذا الفعل وقع أولاً من ابن زياد ثم وقع ثانياً من يزيد، وكان للحسين يوم قتل ثمان وخمسون سنة وقضى الله تعالى أن قتل عبيد الله بن زياد وأصحابه يوم عاشوراء سنة سبع وستين جهز إليه المختار بن أبي عبيد جيشاً فقتله إبراهيم بن الأشتر في الحرب وبعث برأسه إلى المختار إلى ابن الزبير فبعثه ابن الزبير إلى علي ابن الحسين.
وروى الترمذي أنه لما جئ برأسه ونصب في المسجد مع رؤوس أصحابه جاءت حية فتخللت الرؤوس حتى دخلت في منخره فمكثت هنيهة ثم خرجت فعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً وكان نصبها في محل نصب رأس الحسين.
وقد ورد ومن طرق عديدة أن جبريل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الحسين يقتل وأراه الأرض التي يقتل بها فأخرج له من يده تربة حمراء وفي بعض الروايات التصريح بأنها كربلاء وفي بعض الروايات أنها أرض النجف، وفي بعض الروايات أنه يقتل بشاطئ الفرات، ولا تعارض بينها لأن الفرات يخرج من آخر حدود الروم، ثم يمر بأرض النجف وهي من بلاد كربلاء، كذا في طبقات المناوي (ويروى) أن قاتل الحسين لما قتله وأتى إلى ابن زياد قال:
أوقر ركابي فضة وذهبا إني قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا وخيرهم إذ يذكرون نسبا
فغضب ابن زياد وقال إذا علمت ذلك فلم قتلته والله عليه لا نلت مني خيراً أو لألحقتك به ثم ضرب عنقه وأخرج الحاكم في المستدرك وصححه وقال الذهبي في التلخيص على شرط مسلم عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً، وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً.
وقال الحافظ ابن حجر ورد من طريق رواه عن عليّ عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار).
وأخرج أبويعلى عن أبي عبيدة مرفوعاً (لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتى يكون أول من يلثمه رجل من بني أمية يقال له يزيد) وأخرج الروياتي مرفوعاً (أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد)، وقد قال الإمام أحمد بكفره، وناهيك به ورعاً وعلماً تقتضيان أنه لم يقل ذلك إلا لما ثبت عنده من أمور صريحة وقعت منه توجب ذلك. ووافقه على ذلك جماعة كابن الجوزي وغيره، وأما فسقه فقد أجمعوا عليه، وأجاز قوم من العلماء لعنه بخصوص اسمه وروي ذلك عن الإمام أحمد.
كانت إقامته رضي الله عنه بالمدينة إلى أن خرج مع أبيه إلى الكوفة، فشهد معه مشاهده، وبقي معه إلى أن قتل، ثم مع أخيه إلى أن انفصل، فرجع إلى المدينة واستمر بها حتى مات معاوية، فأخرج إليه يزيد من يأخذ بيعته فامتنع وخرج إلى مكة، وأتت إليه كتب أهل العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية، فأشار إليه ابن الزبير بالخروج، وابن عباس، وابن عمر بعدمه، فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل فأخذ بيعتهم وأرسل إليه يستقدمه، فخرج الحسين فأرسل إليه ابن عمه مسلم بن عقل فأخذ بيعتهم وأرسل إليه يستقدمه، فخرج الحسين من مكة قاصداً العراق، ولم يعلم بخروجه ابن عمر، فخرج خلفه فأدركه على ميلين من مكة، فقال ارجع فأبى فقال إني محدثك حديثاً إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وإنك بضعة منه، والله لا يليها أحد منكم، فقال إن معي حملين من كتب أهل العراق ببيعتهم، فقال ما تصنع بقول قتلوا أباك وخذلوا أخاك فأبى إلا المضي فاعتنقه وبكى وقال استودعتك الله من قتيل ثم سافر فكان ابن عمر يقول غلبنا الحسين بالخروج ولعمري لقد رأى في أخيه وأبيه عبرة وكلمه في ذلك أيضاً من وجوه الصحابة جابر بن عبدالله إني لأظنك لتقتل بين نسائك وأبنائك وبناتك كما قتل عثمان فلم يقبل فبكى وقال أقررت عين ابن الزبير فلما رجع قال لابن الزبير قد جاء ما أحببت خرج الحسين وتركك والحجاز فعلم يزيد بخروج الحسين فأرسل إلى عبيد الله بن زياد واليه على الكوفة يأمره بطلب مسلم وقتله فظفر به فقتله ولم يبلغ حسيناً ذلك حتى صار بينه وبين القادسية ثلاثة أميال ولقي الحر بن يزيد التميمي فقال له ارجع فإني لم أدع لك خلفي خيراً وأخبره بالخبر ولقي الفرزدق
فسأله فقال قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء فهم أن يرجع وكان معه أخوه مسلم فقالوا لا ترجع حتى نصيب بثأره أو نقتل فساروا وكان ابن زياد جهز أربعة آلاف وقيل عشرين ألفاً لملاقاته فوافوه بكربلاء فنزل ومعه خمسة وأربعون فارساً ونحو مائة راجل وكان أمير الجيش عمرو بن سعد بن أبي وقاص وكان ابن زياد ولاه الرأي وكتب له به أن حارب الحسين وارجع فلما التقيا وأرهقه السلاح قال له الحسين اختر مني إحدى ثلاث إما أن ألحق بثغر من الثغور أو أن أرجع إلى المدينة وإما أن أضع يدي على يد ابن معاوية فقبل ذلك عمرو منه وكتب به إلى ابن زياد فكتب إليه لا أقبل منه حتى يضع يده في يدي فامتنع الحسين فتأهبوا لقتاله وكان أكثر مقاتليه الكاتبين إليه والمبايعين له فلما أيقن أنهم قاتلوه قام في أصحابه خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال نزل من الأمر ما ترون وإن الدنيا تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها وانشمرت حتى لم يبق مها إلا كصيابة الإناء وإلا خَسيسُ عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يُتَنَاهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله عز وجل وإني لا أري الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا جرماً فقاتلوه إلا أن قتل رضي الله عنه وذلك يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق ما بين الحلة والكوفة قتله سنان بن أنس النخعي وقيل غيره وقتل يومئذ مع الحسين من أهل بيته ثلاثة وعشرون رجلاً كما قيل.
ولما قتل حزوا رأسه وأتوابه إلى ابن زياد فأرسله ومن معه من أهل بيته إلى يزيد ومنهم علي بن الحسين وعمته زينب فسر سروراً كثيراً وأوقفهم موقف السبي وأهانهم وصار يضرب الرأس الشريف بقضيب كان معه ويقول لقيت بغيك يا حسين وبالغ في الفرح ثم ندم لما مقته المسلمون على ذلك وأبغضه العالم وفي هذه القصة تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم (إن أهل بيتي سيلقون بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً وإن أشد قوم بغضاً بنو أمية وبنو مخزوم) رواه الحاكم.
وما ذكر من أن الضارب لرأس الحسين بالقضيب يزيد هو ما في طبقات المناوي لكن نقل في الصواعق أنه ابن زياد وأنه كان عنده أنس فبكى وقال كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الترمذي وغيره وروى ابن أبي الدنيا أنه كان عنده زيد بن أرقم فقال له أرفع قضيبك فو اللّه لطالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ما بين هاتين الشفتين وبكى فأغلظ له ابن زياد القول فأغلظ له زيد الجواب وكان بالمجلس رسول قيصر فقال متعجباً إن عندنا في خزانة في دير حافر حمار عيسى ونحن نحج إليه كل عام من الأقطار ونعظمه كما تعظمون كعبتكم فأشهد أنكم على باطل.
ويمكن الجمع بأن هذا الفعل وقع أولاً من ابن زياد ثم وقع ثانياً من يزيد، وكان للحسين يوم قتل ثمان وخمسون سنة وقضى الله تعالى أن قتل عبيد الله بن زياد وأصحابه يوم عاشوراء سنة سبع وستين جهز إليه المختار بن أبي عبيد جيشاً فقتله إبراهيم بن الأشتر في الحرب وبعث برأسه إلى المختار إلى ابن الزبير فبعثه ابن الزبير إلى علي ابن الحسين.
وروى الترمذي أنه لما جئ برأسه ونصب في المسجد مع رؤوس أصحابه جاءت حية فتخللت الرؤوس حتى دخلت في منخره فمكثت هنيهة ثم خرجت فعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً وكان نصبها في محل نصب رأس الحسين.
وقد ورد ومن طرق عديدة أن جبريل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الحسين يقتل وأراه الأرض التي يقتل بها فأخرج له من يده تربة حمراء وفي بعض الروايات التصريح بأنها كربلاء وفي بعض الروايات أنها أرض النجف، وفي بعض الروايات أنه يقتل بشاطئ الفرات، ولا تعارض بينها لأن الفرات يخرج من آخر حدود الروم، ثم يمر بأرض النجف وهي من بلاد كربلاء، كذا في طبقات المناوي (ويروى) أن قاتل الحسين لما قتله وأتى إلى ابن زياد قال:
أوقر ركابي فضة وذهبا إني قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا وخيرهم إذ يذكرون نسبا
فغضب ابن زياد وقال إذا علمت ذلك فلم قتلته والله عليه لا نلت مني خيراً أو لألحقتك به ثم ضرب عنقه وأخرج الحاكم في المستدرك وصححه وقال الذهبي في التلخيص على شرط مسلم عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً، وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً.
وقال الحافظ ابن حجر ورد من طريق رواه عن عليّ عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار).
وأخرج أبويعلى عن أبي عبيدة مرفوعاً (لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتى يكون أول من يلثمه رجل من بني أمية يقال له يزيد) وأخرج الروياتي مرفوعاً (أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد)، وقد قال الإمام أحمد بكفره، وناهيك به ورعاً وعلماً تقتضيان أنه لم يقل ذلك إلا لما ثبت عنده من أمور صريحة وقعت منه توجب ذلك. ووافقه على ذلك جماعة كابن الجوزي وغيره، وأما فسقه فقد أجمعوا عليه، وأجاز قوم من العلماء لعنه بخصوص اسمه وروي ذلك عن الإمام أحمد.