سيدى ابراهيم الدسوقي يقول: يا أولادي لا تصحبوا غير شيخكم. واصبروا على جفاه فإنه ربما امتحنكم ليريد بكم الخير



التصوف بكل لغات العالم : 
وكان رضي الله عنه يقول: يا أولادي لا تصحبوا غير شيخكم. واصبروا على جفاه فإنه ربما امتحنكم ليريد بكم الخير، وأن تكونوا محلاً لأسراره ومطلعاً لأنواره، ليرقيكم بذلك إلى معرفة اللّه عز وجل فمن أشغل قلبه بمحبة شيخه رقاه اللّه عز وجل، ولولا أن الشيخ سلم لترقية المريدين، لمقت اللّه تعالى كل قلب وجد فيه محبة لسواه فإن اللّه تعالى غيور. وكان يقول: يا أولاد قلبي إن أردتم أن تُنادَوْا يوم المنة. {يا أيتها النفس المطمئنة} فليكن طعامكم الذكر وقولكم الفكر وخلوتكم الأنس واشتغالكم باللّه تعالى لا خوف عقاب ولا رجاء ثواب، ولا بد لكل من معلم ونحن ننتظر من فيض ما أفاض اللّه علينا، ولا نعرف غير طريق ربنا، ثم علم مكسوب من الكتب وعلم موهوب من قبل ربن. وكان يقول: المراقب لا يتفرغ لطلب المكاسب وكل من ادعى الحب ولم يفنه الحب فهو لا شيء. وكان يقول: إذا تجلى عروس الكلام في رتبة الإلهام طلعت شموس المعارف وتجلى البدر المنير في الليل البهيم فهم سكرى الظواهر صحوى البواطن والضمائر إذا جن عليهم الليل باتوا قائمين، فإذا ذهب عليهم نسيم السحر مالوا مستغفرين، فلما رجعوا عند الفجر بالأجر نادى منادي الهجر يا خيبة النائمين. وكان يقول: من لم ينخلع من طوره ويخرج عن نفسه ويأتي هو بلا هو، لا يجد عند ذلك هو، وقد بالغت لكم جهدي في النصح فإن اتبعتم أفلحتم.