فى وصف سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه




التصوف بكل لغات العالم : 
فى وصف سيدنا على بن أبى طالب 

من صفات أهل بيت سيدنا رسول الله تطابق ظاهرهم مع باطنهم وتطابق أقوالهم وافعالهم. فقد عاش معهم الصحابه عمراً فتعالى معى نسمع وصف أحدهم لسيدنا على بن أبى طالب 
سُئل سيدنا ضرار بن ضمرة  أن يصف سيدنا على  فقال: أنه والله كان بعيد المدى شديد القوى، يقول فصلاً ويحكم عدلاً، ويتفجر العلم من جوانبه وينطق من لسانه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل ووحشته، وكان غزير الدمعه طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، وكان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه ويأتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع تقربه لنا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبه له، يعظم أهل الدين ويقرب المسكين، لا يطمع القوى فى باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، وأشهد لقد رأيته فى بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه، قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم –الملدوغ- ويبكى بكاء الحزين ويقول "يا دنيا غرى غيرى ءإلى تعرضتى أم إلى تشوقتى؟ هيهات هيهات قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها فعمرك قصير وخطرك كبير وعيشك حقير، آه من قله الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق".
هكذا وصفه من عاش معه وسمع أقواله وشاهد أفعاله ، ولقد وصى سيدنا على  سيدنا ومولانا الحسن ، فعن سيدنا الحسن  قال: لما حضرت أبى الوفاه أقبل يوصى فقال: هذا ما أوصى به على أبن أبى طالب أخو محمد وابن عمه وصاحبه أول وصيتى أنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسوله وخيرته اختاره بعلمه وارتضاه لخلقه وإن الله باعث من فى القبور، وسائل الناس عن أعمالهم عالم بما فى الصدور، ثم إنى أوصيك يا حسن وكفى بك وصياً بما أوصانى به رسول الله  فإذا كان ذلك فالزم بيتك وابك على خطيئتك ولا تكن الدنيا أكبر همك، وأوصيك يا بنى بالصلاة عند وقتها والزكاة فى أهلها عند محلها، والصمت عند التشبه، والاقتصاد والعدل فى الرضا والغضب، وحسن الجوار وإكرام الضيف ورحمة المجهود وأصحاب البلاء، وصله الرحم وحب المساكين ومجالستهم والتواضع فإنه من أفضل العبادة وذكر الموت والزهد فى الدنيا فإنك رهن الموت وعرض بلاء وطريح سقم. وأوصيك بخشيه الله تعالى فى سرائرك وعلانيتك وأنهاك عن مخالفة الشرع بالقول وإذا عرض لك شيئ من أمر الآخرة فابدأ به وإذا عرض لك شئ من أمر الدنيا فتأنه حتى تصيب رشدك فيه، وإياك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء فإن قرين السوء يغير جليسه، وكن يا بنى عاملاً وعن الخنا زجوراً وبالمعروف آمراً وعن المنكر ناهياً، آخ الإخوان فى الله وأحب الصالح لصلاحه ودار الفاسق عن دينك وأبغضه بقلبك وزايله بأعمالك لئلا تكون مثله. وإياك والجلوس فى الطرقات ودع المماراة ومجاراة من لا عقل له واقتصد يا بنى فى معيشتك واقتصد فى عبادتك وعليك فيها بالامر الدائم الذى تطيقه والزم الصمت وبه تسلم وقدم لنفسك تغنم الخير وكن ذاكراً لله تعالى على كل حال، وارحم من أهلك الصغير ووقر الكبير ولا تأكل طعاماً حتى تتصدق منه قبل أكله، وعليك بالصوم فإنه زكاه البدن وجنة لأهله وجاهد نفسك واحذر جليسك واجتنب عدوك، وعليك بمجالس الذكر، وأكثر من الدعاء فإنى لم آلك يا بنى نصحاً، وهذا فراق بينى وبينك، وأوصيك بأخيك محمد خيراً فإنه ابن ابيك وقد تعلم حبى له، وأما اخوك الحسين فهو شقيقك وابن أمك وابيك والله الخليفه عليكم وإياه أسأل أن يصلحكم وأن يكف الطغاة البغاة عنكم، والصبر الصبر حتى يقضى الله هذا الامر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، ثم قال يا حسن أبصروا ضاربى وأطعموه من طعامى واسقوه من شرابى فإن عشت فأنا أولى بحقى وإن مت فاضربوه ضربة ولا تمثلو به فإنى سمعت رسول الله  يقول (اياكم والمثلة ولو بالكلب العقور) يا حسن إن أنا مت لا تغل فى كفنى فإنى سمعت رسول الله  يقول (لا تغلوا فى الأكفان) وامشوا بين المشيتين فإن كان خيراً أعجلتمونى إليه وإن كان شراً ألقيتمونى عن أكتافكم، يا بنى عبد المطلب لا آلفنكم تريقون دماء المسلمين بعدى تقولون: قتلتم أمير المؤمنين. ألا لا يقتل بى إلا قاتلى. ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض .

تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة وبركاته
    فقد قراءنا كتابتكم النفيسة فغلبني ان اقراء ذالك على الدوام...
    فالمرج منكم ان تسامحني بالاجازة على قراءتها والنشر بها على كل من المسلمين والمسلمات... ليعم النفع والانتفاع...

    فحزاكم الله احسن الجزاء وجزاكم الله خيرا كثيرا...

    والسلام
    الفقير احمد صنهاجي بن احمد صديق
    باسروان جاوىالشرقي اندونيسيا

    ردحذف

إرسال تعليق