إزاى نسأل الله؟




التصوف بكل لغات العالم : 
 ... مش فاهم، بهذه الكلمات بدأت حديثى معه عندما قابلته بعد فترة من لقاءنا السابق، فقال: تانى؟ هو مفيش حد غيرى؟ قلت: ربنا إبتلاك بى، فاصبر إن الله مع الصابرين، أنا مش عارف أربط بين الإستعانة وحفظ الله. كيف أربط بينهما؟ نظر إلىّ ثم قال: إحنا المرة اللى فاتت وقفنا بالكلام فين؟ قلت: عند سيدنا موسى وقلت كلام كتير، وآخر حاجة قلتها: ماتركبش راسك، ومشيت وأنا مش فاهم حاجة. فسكت قليلاً ثم قال: فى سورة البقرة، سيدنا موسى أمر بنى إسرائيل أن يذبحوا بقرة، كان الرد إيه؟ أقولك ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِىَ﴾ البقرة 68، سيدنا موسى وضح لهم نوعها من ناحية السن، فهل سكتوا؟! لأ ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا﴾ البقرة 69، قال لهم لونها، رجعوا تانى سألوا ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِىَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا﴾ البقرة 70، ركز معايا... فقاطعته قائلاً: أركز معاك فين؟ ماقصةالبقرة معروفة عند الناس كلهم، أنا سالتك سؤال محدد، دخلت بى فى قصة سيدنا موسى وقومه. فقال: لو كنت مركز صح كنت على الأقل صبرت لما أكمل كلامى، فوضعت يدى على فمى إشارة بالسكوت. فضحك وقال: ياريت تفضل كده على طول. ثم أكمل كلامه: انت عارف إن بنى إسرائيل أكتر ناس على وجه الأرض يحبون الجدال واللف والدوران والكذب والرجوع بسرعة فى كلامهم، يعنى ناس من الأخر، سمعت عن ناس أشد منهم فى ذلك؟ فهززت رأسى يميناً ويساراً. لما سيدنا موسى طلب منهم ذبح البقرة، هم قالوا: أصبر لما نسأل ربنا نشوف الكلام ده من عنده أو لأ؟ فقلت فى سرعة: لأ، ماحصلش؛ هم قالوا: ادع لـ ... آآآه، علشان كده انت اتكلمت عن سيدنا موسى وقصة البقرة ... طيب كمل، فقال: بنى إسرائيل، وماأدراك مابنى إسرائيل، وقفوا عند تلك النقطة، واحنا يامسلمين فتحناها على البحرى، إذا تكلمت أمام واحد من إياهم بأنك توسلت بالنبى وأهل بيته لله، يرد عليك بأنك أشركت أو على الأقل كفرت، ويقول لك إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، طيب ياأخى؛ أنا بقى لى أيام وشهور مش حاقول سنين، قاعد أقول أنا عاوز وعاوز وعاوز وأنا كان عمرى صغير كنت بأطلب فيلا وعربية وزوجة جميلة وفلوس كتير، وكل ما أكبر فى العمر تقل طلباتى حتى وصلت إلى فلوس أسدد ديونى، أنا توصلت إلى أن التوسل بسيدنا النبى  أسرع طريق إلى رضى الله. انت بتقول إن ده شرك! طيب علمنى إزاى أسأل الله فأُجاب وأستعين بالله فأُعان! عارف قول مش عارف! حط فى بقك صـ... بلاش أحسن ... فقاطعته قائلاً: آه ... صحيح إزاى نسأل الله؟ وإزاى نستعين به؟ فقال: سيدنا رسول الله  لما قال الحديث لم يقل إزاى نسأل ولكن أشار إلى إمتى تسأل، يعنى فيه وقت تسأل فيه يُجاب ... يبقى تصحح سؤالك إلى متى نسأل فنُجاب؟ سيدنا رسول الله  قال فى حديثه (احفظ الله) مرتين، وكل مرة يختلف مفهومها بما يأتى بعدها، يعنى الكلام اللى بيجى بعدها هو اللى بيوضح المراد منها، يبقى الحفظ الأول مش هو الحفظ الثانى، فقلت له: وضح، أرجوك. فقال: الحفظ الأول شريعة، والحفظ الثانى حقيقة حفظ الشريعة هو حفظك لحقوق الله وأوامره ونواهيه؛ مش حفظ زى حفظك لأغنية! لأ. حفظك أن تطيع أوامره، وتجتنب نواهيه، ولا تتجاوز حدوده، وكل ده عرفناه من سيدنا رسول الله  فقلت مقاطعاً: ماالأوامر والنواهى والحدود وغيرها ... موجود فى القرآن وعرفناها عن طريق القرآن ... ولم أكمل كلامى فقد قاطعنى فى غضب لم أراه عليه من قبل، فقال: هو القرآن ده نزل على أبوك؟ نزل على أهلك؟ دا لولاه ماكنتش اتخلقت يا... استغفر الله العظيم ... روح ابعد عنى، فأسرعت قائلاً: والله ماقصدى ... أنا مستحيل أخطأ فى حق سيدنا رسول الله  ده كلام كان فى دماغى وقلته علشان توضح لى، فسَكت فترة ثم قال: بص يا... ربنا قال ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ الحشر 17، الكلام ده معناه إيه؟ يعنى اللى يقوله سيدنا النبى  ماشى على رقاب الكل ... يعنى تصريح واضح ... اللى قال سمعاً وطاعة وعمل بكلام سيد الأولين والأخرين يبقى حفظ الشريعة، خللى بالك ... عمل بكل اللى طلبه منه سيدنا رسول الله، روى عن سيدنا رسول الله  أنه قال (من أطاعنى فقد أطاع الله، ومن أحبنى فقد أحب الله)، فقال بعض المنافقين: مايريد هذا الرجل إلا أن نتخذه رباً كما اتخذت النصارى عيسى، فنزلت الآية ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ النساء 80، فقاطعته قائلاً: إحنا بنطيع؛ مش الصلاة والصوم والفروض المطلوبة منا طاعة. فقال: انت جاى تتكلم عن جزء من الطاعة وتقول عليها هى دى الطاعة الكاملة ... روح نام ... أنا تعبت.

تعليقات