عبد الله بن حذافة
التصوف بكل لغات العالم :
من مواقف الصحابة
عبد الله بن حذافة
موقف صحابى جليل من الرعيل الأول الذين رباهم رسول الله ، هو عبد الله بن حذافة بن قيس السهمى ، فبعد أن استقرت دولة الإسلام فى الشام وتولى أمرها معاوية بن أبى سفيان من قبل سيدنا عمر بن الخطاب ، فكتب إليه يأمره بغزو الروم، وبأن يولى على الجيش عبد الله بن حذافة السهمى ففعل، وخرج الجيش لغزو الروم، فغزاهم وأوقع بهم، ولكن عبد الله وثلة قليلة كانت معه وقعوا فى كمين من الروم فأخذوهم أسرى. ما تظن أن يفعل هرقل برجل من أصحاب رسول الله المقربين إليه، هؤلاء الذين طالما سمع عنهم وعجب من أمرهم وقد فعلوا بجيشه ما فعلوا بالشام لطالما أحب أن يرى بعضهم ليختبرهم بنفسه، فيرى أى نوع من الرجال هم، تعالَوا لنسمع ما فعل هرقل ...
دفع هرقل عبد الله إلى أحد رجاله وأوصاه، أن يجيعه، ثم يطعمه لحم خنزير، فأجاعه الرجل وكان كل يوم يأتيه بلحم خنزير فيضعه أمامه ليأكله، ولكن عبد الله كان يُعرض عنه، ويقول: هذا طعام لا يحل لنا أكله، ومضت على ذلك أيامٌ حتى شارف على الهلاك، فأخبر الرجل هرقل بذلك، فقال له: أطعمه ما يريد، ثم أعطشه، وأعطه خمراً ليشربها بدلاً من الماء، ففعل الرجل ذلك، لكن ما ظنكم بصاحب رسول الله أيُشمِت به الروم؟ كان يعرض عن الخمر ويقول: هذا شراب لا يحل لنا شربه. حتى أشفى على الهلاك، فأخبر الرجل هرقل بذلك، وقال له: إن كانت لك فى الرجل حاجة فأطعمه ما يريد ودعه يشرب ما يريد قبل أن يهلك. فقال هرقل: دعه يأكل ويشرب ما يريد، إننى بلوته بالضراء وسأبلوه بالسراء، أرسلوا إليه أفخر الطعام والشراب والثياب ففعل الرجل ذلك، ولكن عبد الله ما كان يلتفت إلى شيئ بل كان لا يأكل إلا قوتاً، ولا يشرب إلا كفافاً،ولا يبدل ثوبه إلا إذا اتسخ، عند ذلك أرسل إليه هرقل وقال له: قد بلوتك بالضراء وبالسراء فصبرت، فهل لك أن تقبّل رأسى وتنجو بنفسك؟ قال: لا، لا أقبّل رأسك لأنجو بنفسى فقط. فقال له: فهل لك أن تقبّل رأسى وأدفع لك كل أسير من المسلمين عندى؟ قال: نعم. وقبّل عبد الله بن حذافة رأس هرقل، ودفع إليه هرقل جميع أسارى المسلمين الذين عنده (وكانوا ثمانين رجلاً) فعاد بهم إلى عمر بن الخطاب، وعندما قصّ القصة على عمر قام وقبّل رأسه، وقال له: يرحمك الله، ما منعك إذ بلغ بك الجهد ما بلغ أن تأكل لحم الخنزير، وأن تشرب الخمر، فقال: والله يا أمير المؤمنين، لقد علمت أن ذلك موسّعاً لى فيه، ولكننى كرهت أن يشمت الروم وهرقل بالإسلام وأهله.
فمن يكون عبد الله بن حذافة السهمى؟ صحابى جليل من المهاجرين، أسلم قديماً، وهاجر إلى الحبشة، وأرسله النبى بكتابه إلى كسرى، عندما أرسل الكتب إلى ملوك الدول حوله ليدعوهم إلى الإسلام. شهد فتح مصر وتوفى بها، فى أيام عثمان بن عفان سنة 33 هـ.
تعليقات
إرسال تعليق